معاناة كبيرة في ظلّ استفحال البيع العشوائي مليكة حراث يشتكي سكّان حي (الدكتور عبد الوهّاب) الواقع على مستوى بلدية الأبيار بالعاصمة من مشكل غياب سوق جواري منظّم لبيع الخضر والفواكه حيث أن هذه المنتوجات تعرض في أماكن لا تتوفّر على أدنى شروط البيع والنظافة سيّما ونحن في فصل الحرارة. يجد التجّار صعوبات كبيرة في ممارسة مهنتهم بطريقة منظّمة وشرعية كما تسبّب هذا المشكل في انتشار الباعة الفوضويين الذين يعرضون منتجاتهم على الرصيف وفي أماكن لا تتوفّر على أدنى شروط البيع حيث تعرض تلك الخضر والفواكه في الهواء الطلق دون أيّ حماية من أشعّة الشمس الحارقة ممّا يعرّض هؤلاء السكّان لخطورة الأمراض عند اقتنائهم واستهلاكهم لتلك المواد المعرّضة للتلف. وما زاد من تخوّف هؤلاء المواطنين هو انعدام النظافة وانتشار الأوساخ والقاذورات في كلّ الأماكن ممّا شوّه صورة الحي. وفي السياق ذاته أكّد هؤلاء المواطنين في حديث لهم مع (أخبار اليوم) أن القمامات جعلت الروائح الكريهة تنتشر في كل مكان وهذا بعد تعفن النفايات داخل الأكياس بسبب الحرارة. من جهتهم أكّد لنا بعض التجّار أنهم يعانون ويمارسون مهنتهم في ظروف مزرية بسبب تلك الوضعية الكارثية التي يتواجد عليها الحي من مشاكل اهتراء الطرقات التي أضحت عبارة عن حفر بليغة أدّت إلى أعطاب متفاوتة لمركباتهم وتحوّلها إلى مسابح نتيجة تسرّب المياه القذرة من قنوات الصرف الصحّي المسدودة خصوصا وأن هذه الأخيرة مبنية بطرق تقليدية الأمر الذي ساهم في تردّي المحيط فضلا عن الرّوائح التي تزكم الأنفاس ممّا يجبر السكّان على غلق نوافذهم في عزّ الصيف. وذات المعاناة يتعرّض لها هؤلاء التجّار في فصل الصيف حيث يضطرّون إلى البقاء طوال النّهار تحت الأشعّة الحارقة ممّا يتسبّب في فساد العديد من السلع. وسجّلنا عبر حديث المواطنين مشكل الاكتظاظ الذي يحدث في تلك السوق الفوضوية جرّاء الإقبال الكبير الذي يشهده من طرف المواطنين ممّا يعرقل السير على الرّاجلين وأصحاب السيّارات خاصّة في الفترة المسائية. وما زاد من اختناق الطريق وخلق فوضى عارمة هو إقبال الأحياء المجاورة على مسجد (النّور) المتواجد بالحي لتأدية الصلاة وهو الوضع الذي زاد الطين بلّة وأضحى الحيّ المذكور يشهد حركة غير منقطعة على طول الخطّ. ويبقى هؤلاء التجّار وسكّان شارع (الدكتور عبد الوهّاب) يتخبّطون في تلك المعاناة اليومية إلى غاية تحقيق حلمهم والذي يتمثّل في إقدام السلطات المحلّية على إنجاز سوق جواري منظّم والذي كان من أولويات مطالب هؤلاء إلى جانب رفعهم لمطلب تهيئة الحي وإطلاق حملات تنظيف من أجل إنهاء كارثة النفايات والقذارة المتسبّب فيها تدهوّر قنوات الصرف الصحّي والمياه نتيجة إنجازها بطريقة عشوائية.