بقلم: سماعيل بوزيدة * فلسطين قضيتنا الأولى والأزلية والمصيرية قضية العرب والمسلمين أجمع في مشارق الأرض ومغاربها أين نحن منها في هذه الأوضاع المتفاقمة في منطقتنا ؟ والتي باتت محترقة ومشتعلة في كل الاتجاهات بسبب الفتن والنزاعات فبالأمس فقط كانت لدينا قضية واحدة هي فلسطين واليوم أضحت لدينا العديد من القضايا من سوريا التي دمروها إلى اليمن الذي عبثوا باستقراره إلى ليبيا والعراق كل هذه الأزمات جعلتنا ننسى القضية الفلسطينية والحرب المدمرة الأخيرة على غزة مرت مرور الكرام أمام عالم قاس فقد إنسانيته ولم يعد يعبأ سوى بمصالحه فرغم الهمجية والظلم الذي مارسه الكيان الصهيوني في حربه والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين وتدمير مئات البيوت والمدارس وحتى المستشفيات والبنية التحتية حيث لم يبق شيء صالح للحياة في غزة التي يعيش فيها قرابة المليوني ساكن. أحدث الأخبار عن الوضع في غزّة تقول حسب إحدى المنظمات الإنسانية العاملة هناك أن مستوى الانهيار والدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة لا يمكن إصلاحه وترميمه إلا في سنوات طويلة وإعادة إعمار غزة على الأقل كما كانت قبل الحرب يتطلب على الأقل 100 سنة قادمة ذلك أن الاحتلال يفرض حصارا محكما ويمنع دخول مواد البناء وكل المساعدات الإنسانية إضافة إلى ذلك الحصار من الطرف المصري الذي دخل هو الآخر في عداوة معلنة وصريحة مع حركة حماس والغزاويين وحتى المساعدات المالية التي قدمتها الكثير من الدول وعلى رأسها الجزائر لا يمكن استخدامها على أرض الواقع نظرا للحصار الفتّاك من كل الجهات في ظل صمت العالم وتواطئه مع الآلة الصهيونية الهمجية صور كثيرة محزنة ومبكية أيضا تبثها القنوات الفضائية باستمرار عن معاناة المرضى في هذا القطاع المنسي المحاصر مع اكتظاظ المستشفيات ونقص وانعدام الأدوية واستمرار غلق معبر رفح أمام كل من يريد العلاج صور أخرى تبث لأناس يبيتون في العراء والخيم وبقايا المنازل المهدمة في فصل الشتاء البارد بعد أن تهدمت منازلهم ولم يبق لهم ملاذ يأوون إليه وقد ثبت أن كل حرب يشنها الكيان الصهيوني ليست للقضاء على المقاومة التي يعلم أنه لن يستطيع القضاء عليها لأنها متجذرة في نفوس الفلسطينيين بل كل عدوان يهدف إلى إحداث أقصى قدر ممكن من الدمار بالمنشآت وبنى الحياة من أجل معاقبة السكان وإجبارهم على القبول بالاحتلال وبالأمر الواقع. باختصار وضع كارثي ومأساوي تشهده غزة خصوصا وفلسطين على العموم ومعاناة إنسانية لم تشهدها الإنسانية طوال تاريخها وبين هذا وذاك تعددت القضايا العربية وازدادت المشاكل والتحديات وتشتت الجهود وتفرقت الأصوات والمواقف وقد استغل الكيان الصهيوني الوضع استغلالا جيدا حيث يواصل وبقوة سياسة الاستيطان وتهويد القدس وحصار القطاع وسفك الدماء دون رقيب أو حسيب ولم يبق لنا في هذا الوضع الذي تعجز المخلوقات عن تغييره إلا ندعو الخالق سبحانه أن يرفع هذا الظلم عن الفلسطينيين في غزّة وفي كل فلسطينالمحتلة وأن يعجل خلاصهم من هذا الاحتلال الفاسد المفسد الطاغي الظالم.