واصلت أسعار النفط موجة الارتفاع القوية متجاوزة 91 دولاراً للبرميل أمس الاثنين وسط تفاؤل بتسارع وتيرة انتعاش الاقتصاد العالمي مما قد يحفز نمو الطلب ويرفع أسعار الخام فوق مستوى 100 دولار في وقت لاحق من العام الجديد· ويترقب المتعاملون عدة بيانات أمريكية هذا الأسبوع هي مسح قطاعات الصناعات التحويلية في ديسمبر والبيانات الأولية لطلبات إعانة البطالة وأرقام الوظائف في ديسمبر، وذلك بحثا عن مؤشرات جديدة على وتيرة الانتعاش في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم· وكانت بيانات أمريكية إيجابية عن طلبات إعانة البطالة ونشاط الصناعات التحويلية الإقليمي الأسبوع الماضي قد أثارت بالفعل التوقعات بأن الاقتصاد رسخ قدميه مع انتهاء 2010 وفي طريقه لتحقيق أداء أقوى في العام الجديد· وخلال معاملات أمس الإثنين، ارتفع الخام الأمريكي الخفيف تسليم فيفري ب35 سنتا، ليصل إلى 91.73 دولارا للبرميل في معاملات خفيفة بسبب عطلات رأس العام الجديد· وفي سياق ذي صلة، أعلنت وكالة الطاقة الدولية "أي إي إيه" أن أسعار النفط الخام تنذر بحدوث طفرة كبيرة فيها يمكن أن تؤدي إلى مشكلة معضلة للاقتصاد العالمي خلال عام 2011· وقال فتحي بيرول الرئيس الاقتصادي لوكالة "أو إي سي دي" لاستشارات الطاقة في لقاء تلفزيوني مع قناة "دبليو دي آر" الألمانية من مدينة كولونيا غرب ألمانيا ويذاع غدا الاثنين على القناة إن التعافي الذي شهده النمو الاقتصادي في العالم لا يزال مزعزعا، الأمر الذي يعني أن حدوث طفرة في أسعار النفط ستؤدي إلى اختناق النمو الاقتصادي في العديد من دول العالم· وأضاف بيرول أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع ألا يوفي النفط المستخرج في جميع أنحاء العالم احتياجات الطلب العالمي ما يعني أن أسعار النفط ستزداد، وأضاف المتحدث: لقد ولىّ عصر النفط الرخيص· من جهة أخرى، أكد تقرير متخصص أن أحد عوامل تماسك أسعار النفط هو التزام البلدان الأعضاء في منظمة (أوبك) بحصص الإنتاج، ما أسهم في دعم التوازن بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية· وذكر أن قدرة البلدان غير الأعضاء في (أوبك) على زيادة طاقتها الإنتاجية أصبحت محدودة بسبب تواضع احتياطاتها النفطية باستثناء روسيا التي تحولت عام 2010 إلى أكبر منتج للنفط في العالم بعد أن تجاوز إنتاجها 10 ملايين برميل يوميا متجاوزة بذلك المملكة العربية السعودية التي جاءت في المرتبة الثانية· وبين التقرير أن تلك التطورات في أسواق النفط العالمية أدت إلى ارتفاع متوسط سعر البرميل ليصل إلى 75 دولارا، وجاء هذا الارتفاع بفضل استقرار أسعار النفط عند مستويات مرتفعة خلال 2010 لتراوح بين 65 و85 دولارا للبرميل·