لطالما اقترنت عبارة الجنس اللطيف بالنسوة إلا أن ما نلاحظه عبر بعض المواقف التي ترأسنها لا يمت الصلة بما هو شائع عنهن خاصة ما يحدث على مستوى الشوارع التي انقلبت إلى ساحات للمعارك والصراعات التي غالبا ما يخضنها مع الرجال، دليل ذلك ما تضمه شوارعنا من سيناريوهات كن فيها بعض أصناف النسوة بطلات بعد أن مارسن كل أنواع العنف من لكم وصفع وخدش ووصل بهن الأمر إلى حد بصق الرجال، ذلك الأمر الذي أصبح ظاهرة في مجتمعنا بعد أن انسلخت بعض الفتيات بل السيدات من أنوثتهن ورقتهن ورهافة حسهن. بالفعل ذلك ما أصبح يميز شوارعنا ومحطاتنا العمومية وأسواقنا وجامعاتنا وحافلاتنا ومستشفياتنا و... و...في وقت اختارت فيه بعض النسوة الوقوف الند للند مع الرجل ليس في التسلح بالعلم أو اكتساب مكارم الأخلاق، وإنما في الطيش والتعنيف وسوء الأخلاق، وانعدام اللباقة ، والسلوكات المنحطة، فمادا بقي بعد أن بات بعض الرجال يُصفعون من طرف النسوة ويضربون ويركلون ويبصقون أيضا، دون أن يُحركون ساكنا لاسيما وان القانون لا يرحم من اعتدى على امرأة مما أطلق العنان لهن وزاد من جبروتهن ولا نقول كلهن كون أن الكثير من الفتيات والسيدات لازلن ملتزمات بأنوثتهن وتربيتهن وكلهن يقين أن الرجل تبقى له مكانته حسب أعراف مجتمعنا والمرأة هي الأخرى لها نصيب من تلك المكانة فلا ضرر ولا ضرار والاحترام واجب بين الطرفين. إلا أن بعض النسوة يأبين تلك القاعدة وعزمن على انتزاع هيبة الرجال بل ومشاركتهم فيها، وانقلبت الآية وصار بعض الرجال هم من يهابون بعض أصناف النسوة ويتفادونهم خاصة على مستوى الشوارع، لكي لا يدخلون في متاهات هم في غنى عنها، وعلى العكس من ذلك تلهت بعض النسوة ويهوين الدخول في تلك المتاهات، ليظهرن بمظهر البطلات اللواتي هزمن الرجال! دون أدنى اعتبار لما سيلحق بسمعتهن، دليل ذلك الهمسات والنظرات الغريبة التي تلحقهن وهن على مستوى الشوارع مباشرة بعد خوض غمار تلك المواقف الغريبة عن أعراف مجتمعنا الذي يقدر الرجل ويعطيه مكانته والمرأة كذلك لها قدرها ومكانتها مثله مثله. الموقف الذي دفعنا لإثارة هذه النقطة الخطيرة هو ما صادفناه على مستوى ساحة الشهداء بالعاصمة يوم الخميس الماضي أين كانت تمر سيدة في العقد الرابع تقريبا كانت تلبس الحجاب وأي حجاب ؟! وبينما هي مارّة كان احد الرجال الذي شارف الخمسين سنة واقفا وما إن تعدته ببعض خطوات حتى فاجأتنا وهي تصرخ وقرنت ذلك الصراخ والانفعال ببصق الرجل على مستوى الوجه -أكرمكم الله- ذلك ما جعل الكثيرين يقفون للفرجة على ذلك الموقف الذي لم نعهده، وكانت تبرر فعلتها تلك في حق ذلك الرجل الذي لم يُحرك ساكنا واكتفى بتهديدها من بعيد، من كونه عاكسها. وحتى وان حدث وان عاكسها كان عليها أن تستر الأمر وتسير دون أن تأبه لفعلته، فلو كانت كل النسوة الجزائريات مثلها لكان مصير كل الشبان والرجال البصق والضرب والركل و الصفع ، بل بفعلتها تلك شهّرت بنفسها خاصة وأنها كانت تلوح للأمر الحاصل بكلمة "سوقية" مقتبسة من الشوارع لا يسعنا المقام لمعاودة ذكرها، مما يدل أن تلك السيدة لم تحترم نفسها فكيف يحترمها الآخرون، ودُهش جميع المارة بما وقع على مرآهم لاسيما وان ذلك السلوك الصادر من طرف تلك المرأة هو سلوك منحط وغير حضاري، وحتى وان انفعلت لا يبرر ذلك خطئها الشنيع في حق ذلك الرجل الذي اخطأ هو الآخر في حالة ما إذا عاكسها كما كانت تدعيه أمام الملأ.