قال الخبير الاقتصادي الدكتور فارس مسدور أن التفاوت الملاحظ في التنمية خاصة بتركزها في المدن الشمالية على غرار العاصمة وما جاورها راجع لعدم تحكم في الاقتصاد الجهوي والذي يسمح ب(توزيع ثروات البلد على جميع أبنائه). وأضاف مسدور أن الواقع الذي نعيشه اليوم هو نتيجة أخطاء لحقبة ماضية تستمر إلى يومنا هذا وقال ( حتى ونحن نعيش بحبوحة مالية علينا أن نراجع سياساتنا التنموية وعدم اقتصارها على إقامة المساكن والطرق وضرورة التوجه على تشييد المصانع والمراكز الصناعية). وذكر مسدور في تصريح لموقع (الوطن ميديا) أن مقومات النهوض بالتنمية في المدن الداخلية جد ممكنة والدليل لولا ثروات الجنوب لما رأت العاصمة التنمية الشكلية التي هي عليها اليوم كون التنمية الحقيقية تكون بزيادة الدخل الفردي للمواطن وليست بعمليات التزيين. واعتبر الخبير الاقتصادي أن أكبر خطأ تقع فيها الحكومة أن تكون استجابتها راجعة لضغط معين دون الاستجابة لمنهج وحاجة اقتصادية وفق سياسات وتخطيط علمي وعليه تكون التنمية شكلية بمحاولة إصلاح والذي يكون عبارة عن مسكن وليس علاجي. مضيفا أن التنمية الحقيقية تكون عميقة باستحداث صناعة وفلاحة وكذا باستفادة المناطق الداخلية من برامج تنموية حقيقية. وحمّل الخبير اقتصادي المسؤولية للوضع الذي تعيشه المدن الجزائرية للمخططين وواضعي البرامج التنموية وكذا الإدارات المحلية والولائية التي لا تملك القدر الكافي من المسؤولية والقدرة على التسيير والأمانة.