الحرب شرّدت 3 ملايين عراقي نازحون عراقيون يبيعون أعضاءهم البشرية يعاني النازحون العراقيون الذين وقعوا بين مطرقة جرائم إرهاب (داعش) وسندان هجمات مليشيات الحشد التي تستهدفهم من قلّة الدعم المالي الحكومي المقدّم لهم ما ألجأ العديد منهم إلى بيع أعضائهم البشرية لتوفير المال بعد نفاد ممتلكاتهم وبيعها. أكثر من 10 حالات سجّلتها منظّمة معنية بمتابعة أحوال العوائل النازحة في العراق من أبناء محافظة الأنبار ونينوى الساكنين في بغداد ودهوك في إقليم كردستان وأكّدت أنها تمتلك قاعدة معلومات تفيد بقيام هؤلاء النازحين ببيع أعضائهم البشرية لغرض توفير المال. وقال المسؤول في منظّمة (نازحون) العراقية عمر الجميلي إن (المنظّمة سجّلت خلال الأسبوعين الحاليين 10 حالات لقيام أشخاص نازحين في بغداد ودهوك وأربيل ببيع أعضائهم البشرية لغرض الحصول على المال بعد نفاد الأموال الخاصّة بكثير من العوائل وذلك لاستمرار معاناتهم ونفاد ما يدّخرون من الأموال) وأكّد أن (العوائل النازحة عن الأنبار ونينوى يعيشون حالة مأساوية مع قلّة الدعم الحكومي المقدّم لهم وتوقّف صرف منحة المليون دينار التي توزّع لهم عبر البطاقة الذكية وأن ما نسبته 30 في المائة لم يستلموا تلك المنحة التي في غالبها يشوبها الفساد والرشى لغرض إصدارها) وأوضح أن (تلك الحالات لبيع الكِلى جرت بالتراضي بين البائع والمشتري وأجريت في مستشفيات أهلية على علم بأنها عملية تبرّع بالكِلية من شخص نازح إلى شخص مريض) معتبرا وصول (العراقي إلى بيع أعضائه البشرية لتوفير لقمّة العيش كارثة إنسانية وأن على المنظّمات الدولية التدخّل لتقديم الدعم لهذه الشريحة بعد فشل الحكومة العراقية في رعاية أكثر من 3 ملايين نازح) وشدّد على أن (هناك نازحين عرضوا أطفالهم للبيع لعدم مقدرتهم على توفير الطعام لهم وهذا حدث في أكثر من محافظة). من جهته قال أحد النازحين في مخيّم الغزالية في العاصمة بغداد ويدعى بسام خليل إن (الأوضاع الإنسانية للعوائل بدأت تزداد سوءا وقام عدد من النازحين في بغداد ببيع كلاهم لأشخاص وسماسرة يقومون بشراء الكِلية مقابل 6 آلاف دولار أمريكي وإن النازحين يبيعون أعضاءهم بسبب نفاد أموالهم وعدم وجود مردود مالي يساعدهم على استمرار العيش وتوفير لقمة العيش) ويشير إلى أن (المنح المالية لم تصل إلى الكثير ومنذ عام معاناتنا مستمرّة وكنّا نتقاضى ونستلم الرواتب الخاصّة بالمتقاعدين أو الموظّفين النازحين لكن توقّف صرف هذه المرتّبات أضاف معاناة كبيرة على النازحين في عموم مناطق نزوحهم). وقال أحد النازحين في مخيّمات دهوك (شمال البلاد) ويدعى يوسف عبد الجبّار إن (بيع الأعضاء البشرية للنازحين ليس قصّة بل حقيقة وإن شقيقي ولنفاد الأموال المخصّصة لنا قام بعرض كليته للبيع للمحتاجين وفعلا هناك شخص اتّصل به وقال إنه يحتاج إلى كليته ليشتريها بسعر 7 آلاف دولار وبعد إجراء الفحوص الطبّية للبائع والمشتري حُدّد موعد لإجراء العملية) وتابع أن (النازحين يعيشون ظروفا إنسانية صعبة مع استمرار معاناتهم ونزوحهم عن ديارهم فلا الحكومة حرّرت مناطقنا وأعادتنا ولا هي وضعت حلولا لهذه المأساة).