تساهم في إحراج حامليها مدى الحياة أسماء جالبة للسخرية وأخرى مقتبسة من الأحداث التاريخية للاسم أهمية بالغة في حياة الفرد فهو أكثر ما يميزه ويقترن به منذ ميلاده وإلى غاية وفاته ولكن يمكن للاسم أن يلحق معاناة كبيرة إذا كان غريبا ومختلفا عن ما هو متداول أو يحمل معنى معينا وقد يصل الأمر إلى حد تعقيد صاحبه وعزوفه عن الدراسة والعمل وحتى الزواج. يولي الجزائريون للاسم أهمية بالغة ويحملونه إيحاءات ومعاني عديدة كأن يكون سببا في نجاح أولادهم أو طول عمرهم أو غيرها من المعتقدات وقد يصل بهم الأمر لحد تسمية أولادهم بأسماء شاذة وذات معاني غريبة قد تتسبب في تعقيد وإحراج طفلهم طول حياته. أسماء تجلب السخرية لحامليها لطالما كانت رغبة الآباء الأولى أن يولد لهم مولودا ذكرا ليحمل اسم العائلة ويكون سند البيت في غياب الوالد ولكن هذه الرغبة الجامحة قد تصل بالبعض إلى تسمية بناتهم بأسماء شاذة وغريبة كاسم (حدة) مثلا ظنا منهم أنه بتسميتها هكذا سيجلب لهم هذا الاسم المولود الذكر والغريب في الأمر أن هذه العادة القبيحة لا تزال تلاحق البعض إلى يومنا هذا فالجهل هنا يلعب دوره. وقد قصت لنا الطالبة الجامعية (بركاهم) معاناتها مع اسمها الغريب إذ قالت إنها كانت محط سخرية جميع زميلاتها طوال مسارها الدراسي كما أنها كانت تجد مشاكل جمة في كتابة هذا الإسم وقد اضطرت مرات عديدة لتصحيح الأخطاء الواردة في اسمها عند استخراجها لبعض الأوراق الإدارية هذا دون التكلم عن إحراجها الشديد عند سؤالها عن سبب تسميتها هكذا أو معنى اسمها إذ قالت إن السبب يعود إلى جدتها وبما أنها أصغر شقيقاتها فقد قررت جدتها تسميتها هكذا حتى يولد لأمها مولودا ذكرا على حسب خرافة جدتها أي بمعنى أن تكون هي بإسمها هذا تحمل معنى النهاية والتوقف عن إنجاب الفتيات من طرف والدتها والحمل بذكر بعدها. ...وأسماء للتيمن بالعيش الطويل أما بالنسبة للبعض فإن الإسم قد يجلب الفأل الحسن وطول العمر ويبعد عن الطفل الأمراض والأوبئة ولكن الأمر قد يصل بالبعض لحد المبالغة والتسمية بأسماء منفرة ظنا منها أنها تنفر الموت والأمراض عن أصحابها كاسم (مطيش) مثلا والذي التقينا صاحبه في أحد البلديات يستخرج في بعض الأوراق قال بأنه لم يستطع الزواج إلا بعد أن تقدم به العمر لأنه كان يتحرج كثيرا من اسمه ويقول إن السبب يعود في أن إخوته كلهم توفوا في سن مبكرة جدا وأن والدته قررت أن تطلق عليه هذا الإسم حتى يبتعد عليه سوء الطالع ويعيش حياة طويلة وإن كانت الأعمار في الواقع بيد الله سبحانه عز وجل.
تأثر كبير بالأحداث التاريخية في بعض الأحيان يتفاعل الناس مع بعض الأحداث السياسية والتاريخية بطريقة مبالغ فيها وهنا لا نقصد تسمية المواليد بأسماء بعض الأبطال والشخصيات السياسية كإسم (صدام) تيمنا بالرئيس الراحل صدام حسين نظرا لتأثر البعض بإنجازاته وأفكاره ولكن الذي نقصده هنا هو المبالغة الشديدة والتسمية بلقب (دولة) و (ثورة) وغيرها من ألقاب تفاعل أصحابها مع بعض الأحداث التاريخية ولحسن الحظ أن مثل هذه الأسماء غير منتشرة بكثرة والأمر يقتصر على بعض الحالات الشاذة وبعض العجائز فقط. أسماء محرجة تجمع بين الإناث والذكور أما البعض فيختار أن يسمي أولاده بأسماء الآباء وكبار العائلة ولا ضرر في ذلك إلا أنه في بعض الأحيان قد يكون الإسم قديما جدا وغير متداول مما يجعل حامله يعاني من الإحراج الشديد كإسم (الربح الماشي) و (اللبة) وغيرها من أسماء غريبة تجعل المستمع إليها يحتار في شأنها وكعينة عن هذا إلتقينا السيدة (جمعة) وهي خياطة تعيش في أحد أحياء العاصمة الشعبية سميت بهذا الإسم عل اسم جدتها المتوفاة تقول بأن العرسان عزفوا عنها بسبب اسمها القريب من اسم الذكور فقد كانت تجد إحراجا كبيرا في التصريح بإسمها عند سؤالها وهو ما دفع بها إلى تقبل وضعية العانس والبقاء على هذه الحالة خوفا من التصريح بإسمها الغريب. وما يمكن قوله أن للإسم أهمية بالغة في حياة الفرد فهو الشيء الوحيد الذي يحمله المرء طوال حياته دون أن يختاره لنفسه فعلى الآباء الاجتهاد باختيار أسماء لأبنائهم تحمل معان جميلة وفي الحقيقة فإن هذا ما أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم بل وجعله حقا للأبناء على الآباء حتى لا يعانون في المستقبل من التعقيد والإحراج في حياتهم.