جل ما يتحدث عنه المرشحون الجمهوريون للسباق الرئاسي هو أن من الواجب على الرئيس الأمريكي أن يتحدث بأسلوب خشن وأن يقدم مجموعة من المطالب وأن يرسل بمزيد من الجيوش عبر البحار وأن يغدق مليارات الدولارات على البنتاغون حتى يسود النظام في العالم. والغرض من كلامهم إظهار أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما ضعيف وأن أمريكا ستكون أقوى عندما يقيمون هم في البيت الأبيض. وقال المرشح دونالد ترامب على سبيل المثال في لقاء معه إن مواجهة تنظيم (داعش) تتم عبر إرسال قوات مقاتلة أمريكية إلى العراق مجددا وإدارة مساحات كبيرة من البلاد ووارداتها النفطية. وفي سياق مماثل قال جيب بوش إن من الضروري إرسال قوات عسكرية أكبر إلى العراق وسوريا فضلا عن إشراك مزيد من القوات الأمريكية في قتال تنظيم (داعش) إلى جانب القوات العراقية بشكل يزيد من عدد الأمريكيين المنخرطين في القتال هناك. ولطالما اعتبر الجمهوريون الديمقراطيين ضعافاً إلا أن من الصعب القول بذلك بعد 16 عاماً من تعاقب الرؤساء الديمقراطيين على الرئاسة الذين لم يترددوا في التدخل بقوة على غرار ما فعل بيل كلينتون في يوغسلافيا خلال دفاعه عن كوسوفو. وحتى الآن تقدم الجمهوريون غالبا بأكثر الأفكار غموضا ومعظمها لا يمتّ للواقع بصلة. فجيب بوش على سبيل المثال تحول من القول إن الحرب التي شنها شقيقه جورج بوش على العراق كانت فكرة سيئة إلى الإلحاح على أنها قيمة لأنها أطاحت بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ولا تبعث إعادة التفسير هذه للأحداث التاريخية على التفاؤل. ولم يحاول جيب بوش معالجة الأسئلة الصعبة المتعلقة بكيف أن فترة حكمه ستكون أفضل من فترة حكم أوباما. ويستحق الناخبون الأمريكيون من المرشحين الأمريكيين نقاشا جديا بشأن السياسة الخارجية. ومن أجل أن يحدث ذلك يجب على المرشحين الجمهوريين أن يقدموا تحليلا أكثر مصداقية وحلولا أكثر إقناعاً للتحديات التي تواجه أمريكا بما فيها العلاقات مع الصين وليس مجرد كلام.