التحرش الجنسي (ظاهرة عالمية) منتشرةً في كل دول العالم ودق الكثيرون نواقيس الخطر من تنامي الآفة سنة بعد سنة خاصة وأن الفتيات من مختلف الأعمار بتن عرضة له في الشارع وفي الحافلات في مواقع العمل وحتى في البيوت في إطار زنا المحارم. تلك الفواجع التي بعثت بالضحايا إلى أبواب العيادات النفسية ومن تلك الحالات إحدى الفتيات التي تعرضت لتحرش جنسي أفقدها كرامتها تتلخص مأساتها في كونها فتاة مراهقة في الصف الأول الثانوي ومريضة بالقلب عند ذهابها إلى الطبيب وأثناء الكشف عليها وبعد أن تركتها أمها في غرفة الكشف وحدها تحرش الطبيب بها.. شعرت البنت بالخوف الشديد ولم تذكر الحادثة للأم خوفاً من العقاب واللوم ورفضت بعد ذلك الذهاب للمتابعة مرة أخرى رغم سوء حالتها الصحية ثم عممت هذه الفكرة على كل الأطباء ولم توافق على الذهاب إلى أي طبيب وانتابها شعور رهيب بالذنب وكان لديها تساؤل ملح: (لماذا أنا بالذات؟) وكانت إجابتها من وجهة نظرها: (يبدو أنه قد بدر مني أي سلوك شجعه على محاولته) وظلت البنت تعاني من الاكتئاب والإحساس بالذنب لسلوكها الوهمي الذي دفعه لاختيارها والعبث معها. ويرى المختصون في علم النفس أن موضوع التحرش الجنسي مربك ومثير للإحباط وأكثر ما يغيظ هو ردود أفعال المواطنين على البنت التي تحاول رد الاعتداء ومحاسبة الجاني.. إنها تجد النظرات الناقدة المتسائلة عن السبب الذي دفع الرجل للتحرش بها بدلا من زجره وإيقافه عند حده! عينة أخرى تسرد حكاية سيدة تعرضت ابنتها وهي معها لحادثة تحرش وإصرارها على ضرب الرجل وتسليمه للشرطة وسط ذهول الجميع وكلمات الترجي بالتسامح والشفقة والرحمة التي سمعتها من كل المحيطين في حين لم تجد منهم الحماسة الكافية للضرب على يديه واستنكار ما بدا منه! من العوامل الأخرى المؤثرة في التحرش نوع العلاقة بالمتحرش.. بحيث كثرت المآسي التي تروي زنا المحارم ويكون القائم بالتحرش من ذوي القرابة الأولى (المحارم) مما يؤثر بالسلب على الضحية ويصيبها بالكثير من الاضطرابات. ومن الفتيات من يندبن حظهن ووصل بهن الأمر إلى لوم ذواتهن من فرط ما يتعرضن له من تحرشات وتعليقات عبر الشوارع إذ يرى مختصو علم النفس أن العلاقة بالجسم لدى المراهقات تكون سلبية بعض الشيء تحدثت بعض البنات عن عدم تقبلها لشكل جسدها الذي بسببه تتعرض للكثير من الإهانات التي تخدش الحياء وهذه إحدى الأفكار السلبية المعوقة لمحاربة التحرش. إن الفكرة السليمة التي ينبغي نشرها هي أن المتحرش منحرف لديه أفكار مغلوطة في ذهنه تجاه المرأة لا يخلصه منها إلا بإعادة تأهيله تربوياً ونفسياً ودينياً.