بقلم: عبد القادر حمداوي* تمر الأيام ويأتي نوفمبر نتذكر الذين جاهدوا وناضلوا إبان الثورة التحريرية في تلك الحقبة التاريخية كل يوم تنطفئ المصابيح التي أنارت الطريق بكفاحها كثيرون من أولئك الأبطال الذين لا زال يحكي حكاياتهم المجاهدون الذين مكثوا في الجبال فكل شبر من هذا الوطن يشهد خطى أقدام وثبات مجاهد أو شهيد كل مغارة أو جبل أو سهل يروي عن أسد أو أسود مروا من هنا حيروا العدو في الشجاعة والإقدام ومن بينهم الشهيد الطيب سليمان المدعو سي زوبير الذي ولد يوم 29/06/1929 ببلدية الصومعة نشأ في أسرة محافظة على التقاليد العربية الإسلامية اتخذت الفلاحة مصدرا أساسيا لكسب قوتها التحق بمدرسة القرية الموجودة بمسقط رأسه منذ نعومة أظافره انقطع عن التعليم بسبب فقر أسرته والتحق بالعمل مع إخوته لاحظ في هذه الفترة أن المعمرين لا يهتمون بمشاكل الجزائريين أخذ يفكر في هذه الأوضاع الشاقة فانضم إلى صفوف الحركة الوطنية سنة 1946 تقلد عدة مسؤوليات في خلية كان لها دور بارز في تعميق المفاهيم النضالية وفي عام 1950 التقى مع سويداني بوجمعة وأحمد بوشعيب وغيرهم من المناضلين الأوائل للتحضير لأول نوفمبر 1954. بداية المهمة المقدسة شرع سي زوبير في تكوين الخلايا في 1955 توجه بأمر من قيادة جيش التحرير الوطني إلى مركز التدريب ببلدية بورقيقة (الجبل) أين تدرب على حرب العصابات واستعمال المتفجرات وحفر المخابئ واستعمال الأسلحة حديثة الصنع التحق سي الزوبير بالجبل في الفاتح من نوفمبر لم ير ابنه الذي توفي فيما بعد وفي مطلع عام 1954 كلف سويداني بوجمعة بإعداد الأفواج للعمل وألف فريقا مختصا لصنع القنابل في دوار حلوية وأولاد يعيش في منزل المناضل الطيب سليمان قويدر واعتبر من أبرز العناصر الذين سيفجرون الثورة في المنطقة وعلى الصعيد العسكري كان الجميع يعترفون لسي الزوبير بأنه خبير في التخطيط الحربي وقد قام بتشكيل كومندو بالمنطقة الثانية للولاية الرابعة وفي أكتوبر 1956 وبعد اجتماع هام ببلدية بوقرة المنطقة الثانية الولاية الرابعة (السباغنية) تم تعيينه على رأس قيادة المنطقة الثانية كان سي زوبير مسؤولا عسكريا وعضوا بمجلس المنطقة الثانية رفقة الطيب الجغلالي الذي استبدل بالنقيب سي ونيس عام 1957 وفي 22 فيفري بينما كان الكومندو بالمنطقة الرابعة الناحية الثانية ببلدية الداموس لنصب كمين طلبت القيادة من سي زوبير العودة إلى دوار السباغنية أين كان الطلبة قد التحقوا بالثورة بعد الإضراب ثمانية أيام نظرا للطابع الاستعجالي والهام للمهمة. قرر سي زوبير العودة وتعيين محافظين سياسيين لإرسال الطلبة إلى الخارج لكن المهمة كانت صعبة جدا فالعديد من الطلبة تجمعوا بالسباغنية لم يكن الأمر خافيا عن الخونة لكن سرعان ما أنزلت الطائرات المئات من الجنود الفرنسيين بالانسحاب إلى الجبل قام سي زوبير بمهاجمة الطائرات والعسكر الفرنسي من جهة تمكن الطلبة من الاختباء فأصيب سي زوبير بجروح خطيرة من طلقات رشاش من الطائرة سقط سي زوبير في ميدان الشرف وقد كبد العدو خسائر فادحة في الأرواح اشترك مع المجاهدين في عدة معارك التي خطط لها وكان رائدا في عمليات وفي المعارك التي خاضها الكومندو سي زوبير التحق المجاهدون الأبرار الذين استشهدوا في سبيل الوطن والحرية ولقد ظفر سي زوبير بالشهادة والاستشهاد مع النبيين والصديقيين والصالحين وهي من أكبر نعم الله على المجاهدين.