أسر لم يتعد عمرها 24 ساعة آفة الطلاق تهدد الزيجات الجديدة في الجزائر يشهد المجتمع الجزائري في الفترة الأخيرة العديد من المشاكل والصراعات الاجتماعية التي تحدث داخل الأسرة الواحدة والتي أصبح لها تأثير قوي على المجتمع ككل وتؤثر بصورة سلبية على قيمته ومبادئه حيث يرى بعض العلماء والحكماء أن الخلل الذي أصبح يميز قاعدة البناءات الأسرية هو ما أدى إلى ظهور العديد من الآفات ونجد من بينها ظاهرة الطلاق التي أصبحت إحصائياتها في تزايد مستمر في مجتمعنا وأضحت تمس حتى الزيجات الجديدة مما يدعو إلى دق ناقوس الخطر والوقوف على المسسبات للحد من تلك الظاهرة. سارة عمارة يعتبر الطلاق ظاهرة اجتماعية تهدد المجتمعات فهي أولى بدايات التفكك الأسري وتخليف ضحايا هم الأطفال بعد انفصال الزوجين ومهما تعددت الأسباب إلا أن النتائج تكون وخيمة في معظم الأحيان فقد تكون الأسباب انعدام التفاهم بين الزوجين بالنظر إلى المشاكل وضغوطات الحياة اليومية وعدم توفر ضروريات الحياة أو قد يعود سبب الانفصال إلى تدخل طرف ثالث في العلاقة الزوجية قد تكون أم الزوج أو أم الزوجة أو بعض الأصدقاء وقد يعود أيضا الطلاق إلى أسباب أخرى على غرار الخيانة الزوجية كسبب آخر دون أن ننسى التكافؤ الفكري والاجتماعي لأن انعدامهما سيؤدي حتما إلى بروز مشاكل وعقبات قد تنتهي بالطلاق. عينات تسرد واقعا مريرا بحثنا عن بعض العينات الحية من عمق المجتمع فوجدنا الكثير من تلك العينات منها تلك المرأة البالغة من العمر 22 سنة مطلقة وأم لابن سردت لنا قصتها التي يقشعر لها البدن فزوجها كان يتعاطى المخدرات ويعاني من أمراض عقلية واجتازت معه الأمر حيث كان يضربها ضربا مبرحا ولم يسلم حتى ابنه من الضرب وهو في عمر السنتين وفي بعض الأحيان يبيتان خارج المنزل بأمر منه ويفرض عليها تسليمه المال لأجل شراء السموم صبرت لتلك المعاناة وفي يوم ما قررت الرحيل وطلبت الطلاق من ذلك الوحش الآدمي. عينة أخرى للسيد مولود الذي عاني من ويلات الطلاق حيث حرمته زوجته من رؤية أبنائه واكتوى بنار فراقهم وتشتت عائلته. وعن أسباب الطلاق قال إنه بعد طرده من العمل لم تتحمل الزوجة عيشها معه وقررت الانفصال وأبانت نيتها في أخذ المنزل وإخراجه منه بالنظر إلى انتهاء صلاحيته. أما السيدة رحيمة التي كان مآلها الشوارع بعد طلاقها هي وابنيها كونها لم تجد الخير لا في زوجها ولا في أهلها ففضلت احتضان الشوارع خاصة أن عائتها اشترطت إرجاع طفليها إلى أبيهم ورفضت استقبالهما إلا أنها فضلتهما وهامت في الشوارع على أن تسمح في فلذة كبديها. رأي القانون وبذلك فالطلاق غير مستحب في جميع الحالات بسبب الآثار المترتبة عنه كتشتت العائلة وتشرد الأطفال وهو ما دفعنا إلى الانتقال إلى إحدى المحاكم من أجل الغوص أكثر في مسببات الطلاق التقينا بمحامي فأكد لنا الظاهرة التي هي في استمرار وصرح أن هناك زواج دام أكثر من 30 سنة وانفصل الطرفان وهناك لم يدم سوى 24 ساعة. وأكد شيوع ظاهرة الطلاق بين الزيجات الجديدة وأرجع المحامي المشكل إلى عدة أسباب أهمها زواج المصلحة دافع الانتقام السن الذي يلعب دورا كبيرا في تحقيق التفاهم ما بين الزوجين إلى جانب الفوارق الاجتماعية والضغوطات التي تحدث داخل الأسرة كمشكل السكن وانعدام العمل وغيرها من المسببات التي وسعت من آفة الطلاق في المجتمع الجزائري. الطلاق من الناحية الشرعية ارتأينا أن نقف على رأي الدين والجانب الشرعي في ظاهرة الطلاق فتوجهنا إلى إمام بمسجد الجزائر العاصمة الذي أكد هو أيضا توسع مشكل الطلاق الذي يتم في بعض الحالات قبل الدخول في حال وجود العقد الشرعي والمدني وذكر الجميع أن الله تعالى اعتبره أبغض الحلال إضافة إلى غياب الوازع الديني الذي أصبح حافة تهدد المجتمعات العربية المسلمة بسبب تسبيق الماديات والمصلحة الخاصة حتى في الرباط المقدس. ومن الناحية النفسية يخلف الطلاق آثارا نفسية على الطرفين معا إلا أن المرأة تكون أكثر الأطراف المتضررة بسبب النظرة القاسية لها من طرف المجتمع وضياع حقوقها.