تشهد دولة الاحتلال في الآونة الأخيرة حالة من الاستباق العسكري من خلال سلسلة تعيينات جديدة خاصّة فيما يتعلّق بقيادات عسكرية رفيعة المستوى في جيش الاحتلال بالإضافة إلى إجراء تدريبات التي يجريها الجيش تحسّبا لمواجهة محتملة مع غزّة. فقد ذكرت صحيفة (هآرتس) أن وزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت صادقا على تعيين رئيس جهاز الدعم اللوجستي والتكنولوجيا في الجيش كوبي براك قائدا للقوات البرية خلفا لغاي تسور وسيعين بدلا منه قائد كتيبة العمليات في الجيش أهارون خوليا. وتشمل التعديلات تعيين قائد جديد لسلاح البحرية وهو إيلي شربيط خلفا لرام روتبرغ الذي تولى قيادته طوال السنوات الخمس الماضية وتعيين ميكي أدلشتاين ملحقا عسكريا تابعا للجيش في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتّحدة. من جانبها وصفت صحيفة (يديعوت) أحرونوت شربيط بأنه (رجل سفن الصواريخ) وقالت إنه ساهم في السنوات الأخيرة في الخطط العملياتية لتطوير سلاح البحرية بما فيها حيازة غوّاصتين جديدتين ومشروع حماية السفن المعروف باسم (باراك 8) وتابعت أنه يفترض به أن يواصل طريقه لإحداث الثورة المطلوبة في السلاح ليصبح ملائما لخوض ما بات يعرف ب (الحرب بين المعارك) وهدفها الأساسي إبعاد الحرب القادمة من خلال المسّ بالقدرات العسكرية (للأعداء) مثل حزب اللّه وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتعميق عمل سلاح البحرية في مواجهة أهداف بعيدة عن الاراضي المحتلّة آلاف الكيلومترات. * تدريبات في سياق متّصل ذكرت صحيفة (معاريف) أن سلاح البحرية دأب في الآونة الأخيرة على إجراء تدريبات عسكرية في عرض البحر لمواجهة تهديدات أمنية تحاكي ما حصل في حرب غزة الأخيرة (الجرف الصامد 2014) حين سجّلت (حماس) ما اعتبرته أحد النجاحات الكبيرة لها في الحرب بتسلّل بعض مقاتليها إلى شواطئ مدينة زيكيم وأضافت أن الجيش يجري تدريبات لمواجهة سيناريو يتمثّل في أن يتمكّن مقاتلون فلسطينيون من التسلّل عبر البحر والوصول إلى الشاطئ سواء عبر نفق بحري أو اجتياز الحدود عبر الغوص ممّا دفع ضابطا كبيرا في سلاح البحرية إلى القول إن الجيش يؤهّل نفسه من الناحية التقنية لمواجهة تنامي قدرات العدو في هذا الجانب من القتال. وخلصت الصحيفة إلى القول: (لدينا تقدير بأننا سنواجه في الحرب القادمة محاولات مشابهة لما قامت به حماس العام الماضي من تسلّل عبر البحر تماما كما نستعدّ لسيناريو الهجمات عبر الأنفاق في غزّة ممّا يتطلّب تنسيقا كاملا بين مختلف القوّات البحرية والجوّية والبرّية داخل الجيش كجزء من استخلاص الدروس والعِبر من حرب غزّة الأخيرة).