وافق حلف »الناتو«على انضمام القوات العسكرية البحرية الإسرائيلية إلى قواته التي تتجول في البحر الأبيض المتوسط، في إطار »الحرب العالمية على الإرهاب«. وجاءت الموافقة، التي أكدتها صحيفة »معاريف« الإٍسرائيلية أمس، نتيجة جهود إسرائيلية استمرت عامين، أفضت أخيراً إلى أول شراكة علنية بين الجيش الإسرائيلي وقوى الحلف الأطلسي، بمهمات عملية، تمنح إسرائيل دفعة إضافية في المجال الأمني، والتأثير العسكري في المنطقة. وينظر الإسرائيليون بأهمية بالغة إلى هذه الموافقة، خاصة أنها تأتي بعد أيام قليلة من تسبب تركيا في إبطال تدريبات عسكرية جوية في المنطقة بمشاركة سلاح الجو الإسرائيلي. وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن إسرائيل أرسلت، قبل عامين، طلباً لضم بارجة إسرائيلية إلى قوى الحلف، لكن الموافقة كانت تؤجل مرة تلو الأخرى. ويعود سبب ذلك، حسب التقديرات الإسرائيلية، إلى الحساسية الدولية التي برزت تجاه إسرائيل بعد الانتقادات الشديدة التي وجهت لها في أعقاب الحرب على لبنان ومن ثم على غزة. وترى المصادر الأمنية أن هذه الموافقة تعبّر عن تقدير »الناتو« للقدرات الإسرائيلية البحرية في المساعدة بالقضاء على »الإرهاب العالمي«، رغم التوترات السياسية التي تمر بها الدولة العبرية، والتي وصلت إلى ذروتها بعد القرار التركي بإلغاء التدريبات الجوية. وفي إطار الصفقة الجديدة، تم أيضا تعيين ضابط إسرائيليي في مقر الحلف في منطقة المتوسط في نابولي الايطالية. وستختار إسرائيل بارجة عسكرية متطورة لضمها إلى الحلف. يذكر أن قوات الناتو تنشط في البحر الأبيض المتوسط منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وتضم نحو 10 سفن من أنواع مختلفة تدعمها غواصات وطائرات، بهدف محاربة »الإرهاب«، ومكافحة عمليات تهريب الأسلحة عبر البحر. وتقوم قوات الناتو البحرية بملاحقة السفن المشبوهة، كما ترافق السفن التابعة لدول الحلف، حتى تعبر مضيق جبل طارق لحمايتها، في حال توفرت معلومات عن إمكانية تعرضها للخطر أثناء تواجدها في مياه المتوسط.