الصهاينة يعترفون: (نحن عاجزون عن وقف عمليات الانتفاضة) *** تعيش مدينة تل أبيب أكبر مدن الأراضي المحتلّة وكأنها تحت نظام حظر تجوال بسبب الرعب الذي يعصف بأكثر من مليون مستوطن يقطنون فيها في أعقاب عدم تمكّن قوّات الأمن من إلقاء القبض على منفّذ عملية إطلاق النار التي قتل فيها الليلة الماضية مستوطنان وجرح 13 آخرون. ذكرت الإذاعة صباح أمس أن مئات الآلاف من المستوطنين في المدينة فضّلوا البقاء في منازلهم وعدم الخروج للتسوّق والملاهي بسبب حالة غير مسبوقة من الفزع. ونوّهت الإذاعة إلى أنه على الرغم من أن الآلاف من عناصر الشرطة والجيش والمخابرات يقومون بعمليات تمشيط واسعة وعلى الرغم من أن عملية إطلاق النار تمّت في أقصى الطرف الشمالي من المدينة إلاّ أن المستوطنين في جميع مناطق المدينة يلتزمون بيوتهم. وسخر سكان تل أبيب من رئيس بلدية المدينة الجنرال رون خولدائي الذي طالبهم بالخروج معتبرين أن دعوته هذه لا تدلّ على مسؤولية. ونقلت إذاعة الجيش صباح أمس عن ربة منزل في أحد أحياء تل أبيب قولها: (إن كان خولدائي يحظى بحراسة دائمة فإننا لا نتمتع بهذا الترف لا يمكننا الخروج قبل أن نتأكد أنه قد تم إلقاء القبض على منفذ العملية وأطالب بتصفيته على الفور). ونقلت الإذاعة أيضا عن صاحب أحد المحال التجارية الكبيرة في المدينة قوله إنه لا يذكر على مر ثلاثة عقود أن شعر بهذا الرعب والفزع على الرغم من أنه يقطن في حي )هتكفاه) الذي يقع جنوبالمدينة. في السياق اعتبر روني دانئيل معلّق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الثانية أن عملية تل أبيب تدلّل على أن إسرائيل بأسرها باتت ساحة حرب وأن التقديرات التي قالت إن مظاهر (الإرهاب الفلسطيني قد تراجعت لا تعدو كونها وهما ضارّا). وخلال تعليقه الليلة الماضية على عملية )تل أبيب) قال دانئيل: )دعونا نكون صريحين لا يوجد حل سحري لهذه العمليات الحكومة عاجزة والجيش يقول إنه دون تغيير الواقع السياسي لن يسود الهدوء ما يعني أننا سنواصل الغرق في هذا المستنقع). من ناحيته قال ألون بن دافيد معلّق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة إن تواصل العمليات (يدلّل على زيف الشعارات التي ترددها الحكومة وممثلوها مشيرا إلى أن أحدا غير مستعد لقول الحقيقة للناس وهي أنه لا يمكن وقف العمليات الفردية دون اجتثاث الأسباب التي أفضت إليها). وفي تعليق له بثّته القناة الليلة الماضية حذّر بن دافيد من التداعيات (الكارثية) لتدهور مستوى الأمن الشخصي وتأثيراته (الهدّامة) على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي.