قال إن اعتبار الإسلام دين الدولة لا يكفي.. جاب اللّه يحذّر من سلخ الجزائر عن فضائها الديني نشر حزب جبهة العدالة والتنمية الذي يتزعّمه الشيخ عبد اللّه جاب اللّه وثيقة بيّن فيها رأيه في المشروع التمهيدي لتعديل الدستور وأشار إلى أهمّ مظاهر الخلل الموجودة في الدستور والتعديل المقدّم محذّرا ممّا أسماه إهمال ديباجة المشروع (الإشارة إلى الفضاء الحقيقي الذي تنتمي إليه الجزائر منذ الفتح الإسلامي وإنما أشارت إلى الفضاء المتوسّطي وهذا شيء بالغ الخطورة لأن فيه نزوع لسلخ الجزائر عن فضائها الديني والحضاري والتاريخي وربطها بفضاء الدول الغربية في الضفّة الشمالية للمتوسّط وهي نزعة طالما ادّعاها الغربيون وبعض المثقّفين الجزائريين). ذكر حزب جاب اللّه أن ديباجة المشروع المقترح (ربطت الجزائر بالحركة الوطنية وما حصل في الثورة التحريرية وكأن تاريخ الجزائر يبدأ بجبهة وجيش التحرير الوطني والحقيقة التاريخية أقدم وأكبر من ذلك وأرسخ وتاريخ بلد وشعب لا يربط بأحداث محدّدة مهما كانت أهمّيتها وقيمتها). كما أهملت الديباجة يضيف حزب جاب اللّه بشكل كامل الدور الكبير للجزائر وأثرها العظيم في ميادين العلم والمعرفة وساحات الجهاد والتضحية باستثناء الإشارة إلى ثورة التحرير الكبرى وهي ثورة حديثة سبقتها ثورات كثيرة أقدم منها وأعظم. ولم تبرز الديباجة حسب المصدر نفسه (بالشكل المناسب دور الإسلام في تكوين الأمّة وبناء شخصيتها والمحافظة على وحدتها وتقوية هِمم أبنائها في التصدّي لمحاولات الاستعمار في مراحل التاريخ المختلفة). وبرأي جزب جاب اللّه فإن ديباجة الدستور الجديد أرست القطيعة مع دولة بيان أوّل نوفمبر بنصّها على ضمان الحرّية لكلّ فرد في إطار دولة ديمقراطية وجمهورية ومثل هذا الطرح يخدم التوجّه العلماني للدولة وهو متعارض مع دولة بيان أوّل نوفمبر والتي هي (دولة جزائرية ديمقراطية واجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية). ونبّه الحزب نفسه إلى (الاقتصار على ذكر أن الإسلام دين الدولة مع إفراغ الدستور من محتويات هذه المادة ودلالاتها في بقية مواد الدستور فأضحى النصّ مجرّد تحية باردة للشعب لا أثر له في ترشيد عمل السلطة والمعارضة ولا دور له في توفير عوامل الأمن والاستقرار وشروط النّجاح في تحقيق أهداف إصلاح المجتمع وبناء الوطن).