ستغيب عن مونديال فرنسا 2017 ---- أخفق المنتخب الجزائري لكرة اليد (رجال) أوّل أمس بالقاهرة في احتلال المركز الثالث المؤهّل لمونديال 2017 بفرنسا بعد انهزامه أمام أنغولا بنتيجة (19-25) في اللقاء الترتيبي لكأس إفريقيا 2016 للأمم التي أسدل عليها الستار أوّل أمس بتتويج المنتخب المصري على حساب تونس مفتكّا ورقة العبور إلى أولمبياد ريو المقبلة 2016. فبعد إقصائهم في الدور نصف النّهائي أمام تونس (18 - 27) يوم الجمعة كانت ل (الخضر) فرصة سانحة للتدارك وإنقاذ ماء الوجه لكنهم اصطدموا بمنافس أنغولي عنيد لعب بكلّ حماس وحرارة واستحقّ فوزه وبالتالي تأهّله إلى مونديال 2017 بفرنسا. في المقابل خيّب رفاق محمد مقراني كل الآمال وضيّعوا الهدف المسطّر الذي فتح تأويلات بخصوص مستقبل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد سعيد بوعمرة والناخب الوطني صالح بوشكريو. ونجح الأنغوليون منذ بداية اللّقاء في إسالة العرق البارد لتشكيلة جزائرية كانت بعيدة كل البعد عن مستواها الحقيقي المعهود. فبعد أن تقدم في النتيجة (3-2) بعد خمس دقائق فسح المنتخب الجزائري المجال لتشكيلة (بالانكا نقراس) التي لم تجد صعوبة تذكر في اختراق دفاع هشّ فقد كثيرا من صلابته. وتواصلت السيطرة الأنغولية حتى نهاية المرحلة الأولى حيث طرد خلالها اللاعب حمود آية اللّه الخميني (د 15) بعد تدخّل عنيف على لاعب منافس فيما تواصلت أخطاء الفريق الجزائري سواء في الدفاع أو الهجوم مكّنت أنغولا من إنهاء الشوط الأوّل لصالحها بفارق هدفين (10-8). وبإمكان الفارق أن يكون أكبر لولا براعة الحارس عادل بوسمال الذي أنقذ مرماه من أهداف عديدة. في الشوط الثاني دخل رفاق داود هشام الميدان وكلهم عزم في تدارك تأخرهم حيث نجحوا في أول الأمر في تعديل النتيجة (11-11) في الدقيقة ال 36 ثم تحقيق التقدم (12-11) بفضل التصدى الموفق للحارس بوسمال لكن ذلك لم يدم طويلا إذ لم يتأخر الأنغوليون في استعادة التفوق واستغلال الأخطاء المتواصلة ل (الخضر) وتعميق الفارق من جديد (17-13/ د 44). وارتفعت معنويات أشبال المدرب الأنغولي فيليب كروز الذين أحكموا سيطرتهم على مجريات المباراة أمام فريق جزائري لعب بدون روح لينهوا اللقاء براحة كبيرة وبتفوق منطقي (25-19) فتح لهم أبواب مونديال 2017 على مصراعيها. وسبق لأنغولا أن حقّقت في دورة 2004 في مصر نفس الإنجاز في نفس الدور لما تغلّبت على الجزائر(31-30) وتأهّلت إلى مونديال2005 بتونس. تجدر الإشارة إلى أن الوجه الشاحب للمنتخب الجزائري بمصر لا يمكن أن يغطّي (سياسة الارتجال) التي تنتهجها الهيئة الاتحادية والتي تعصف برياضة كثيرا ما (شرّفت الرياضة الوطنية قارّيا ودوليا). فتعيين المدرّب الوطني بوشكريو قبل أسابيع قليلة من انطلاق النسخة ال 22 ومستوى التحضيرات المنجزة قضى على آمال وطموحات (الخضر) في الاحتفاظ باللقب القاري المحقّق في دورة 2014 بالجزائر. بعد اللقاء صالح بوشكريو (مدرّب المنتخب الجزائري): (لا نستحقّ التأهّل إلى المونديال) (أوّلا أهنّئ منتخب أنغولا على تأهّله إلى مونديال 2017 بفرنسا من جهتنا مرّة أخرى أخفقنا على مستوى الهجوم حيث ضيّعنا نسبة 40 بالمائة من فرص التهديف ولا يمكن الفوز بمثل هذه النسبة وعلى كل حال نحن لا نستحقّ التأهّل إلى المونديال بعد الهزيمة أمام أنغولا. كانت لنا فرصة تحقيق هذا الهدف لكن المستوى الذي لعبنا به اللقاءين الأخيرين يثبت العكس. من جهة أخرى يجب التطرّق إلى العامل البدني حيث خضنا 8 مباريات في 10 أيّام بتعداد عانى كثيرا من الإصابات بالإضافة إلى تحضيرات متأخّرة لهذه المنافسة كلّ هذه العوامل مجتمعة كانت وراء فشلنا في مهمة تحقيق التأهّل إلى مونديال 2017). واعتبر مدرّب (الخضر) الذي أشرف على الفريق منذ سبتمبر الفارط أن سبب الإخفاق في التأهّل إلى مونديال 2017 يرجع إلى قِصر مدّة التحضير والإصابات التي لعبت دورا كبيرا في ذلك وقال: (توفّرت لنا شروط العمل لمدّة ثلاثة أشهر فقط وهذا غير كاف للوقوف أمام أقوى المنتخبات الإفريقية على غرار أنغولا التي خاضت عدّة مباريات منذ انتهاء الألعاب الإفريقية الصيف الماضي وفي المقابل كان منتخبنا في حالة ركود منذ مونديال 2015). وأفاد الناخب الوطني: (أظنّ أن الإصابات لعبت هي الأخرى دورها مع غياب شهبور وبوكعباش قبل انطلاق المنافسة كما أن بولطيف لعب منقوصا من إمكانياته منذ البداية وأرى أننا كنّا قادرين على بلوغ مستوانا). بالمقابل أكّد بوشكريو أن الفريق الوطني يحوز على جيل صاعد له مستقبل على غرار عبدي وساكر وبجناح شريطة تسطير مخطّط عمل على المدى البعيد وأخبر: (لدينا جيل جديد من اللاّعبين الموهوبين أظنّ أنه ينبغي الاعتماد عليهم لإعادة بناء فريق وطني جديد قادر على لعب الأدوار الأولى في الطبعات المقبلة). فيليب كروز (مدرّب أنغولا): (حقّقنا الهدف المسطّر) (كان هدفنا الأساسي يتمثّل في تحسين المركز الرابع الذي حقّقناه في دورة الجزائر عام 2014 وصعودنا على المنصّة الآن تحقّق هدفنا بعد تأهّلنا إلى المونديال. نتوفّر على تعداد شابّ معدل عمره 23 سنة سنواصل العمل بكلّ قوّة للتتويج بلقب النسخة المقبلة لعام 2018 وتمثيل القارّة الإفريقية أحسن تمثيل).