دعم لوجيستي ودور استخباراتي هكذا تدعّم مصر السيسي التدخّل الغربي في ليبيا * طيّارون في فرنسا للتدرّب على قتل الليبيين في الحرب المقبلة يبدو التدخّل العسكري الدولي وشيكا في ليبيا خلال الفترة المقبلة وسط حماسة لافتة لدى النظام المصري الحالي برئاسة عبد الفتّاح السيسي لهذا الخيار إذ يكرّر إشاراته وتصريحاته وتلميحاته أحيانا بالترحيب بهذا التدخّل لصالح اللّواء المتقاعد خليفة حفتر على غرار تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم الثلاثاء الماضي عندما قال لوكالة (رويترز) إن ليبيا بحاجة إلى تشكيل حكومة موحّدة قبل أيّ تدخّل عسكري مشيرا إلى أن (هذه عملية يجب أن تكون بقيادة ليبية). لكن قبل توالي أيّ تسريبات عن احتمال حدوث تدخّل دولي في ليبيا لتوجيه ضربات ضد (داعش) فإنه على مدار العامين الماضيين بدأت طائرات مجهولة قصف مواقع وأهداف في ليبيا كشفت الولايات المتّحدة بعضا منها مشيرة إلى أنها طائرات مصرية وإماراتية. وعلى الرغم من أن أيّ تدخّل خارجي ينتظر على الأرجح تشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا وبالتالي رفع حظر التسليح للجيش الليبي حسب مراقبين فإن مصر تكثّف أخيرا من استعداداتها لهذا الاحتمال إن بالتنسيق مع دول الجوار وقوى دولية في مقدّمتها إيطاليا أو من خلال إجراءات على حدودها. * فِرق خاصة في الحدود الغربية مع ليبيا في السياق زار وزير الدفاع المصري صدقي صبحي المنطقة الغربية العسكرية أخيرا في إطار متابعة حالة الاستعداد لمواجهة أيّ أخطار تأتي من حدود مصر الغربية. من جهتها تقول مصادر عسكرية خاصّة (إن الجيش المصري يكثّف تواجده على الحدود الغربية مع ليبيا منذ مدّة لكن تزايدت وتيرته خلال الأشهر القليلة الماضية). وتضيف المصادر العسكرية أن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية وفِرق مقاتلة خاصّة المسمّاة ال (777) فضلا عن رفع حالة الاستعداد بالنّسبة لقوّات حرس الحدود. أمّا بالنّسبة للقوّات البرّية فقد تمّ الدفع بعدد من الدوريات على طول الشريط الحدودي وتحديدا المناطق التي تعتبر رخوة بفعل الطبيعة الجبلية مع عدم الدخول إلى قلب تلك المناطق وإنما تشديد الرقابة على حدودها من الخارج وتلفت إلى أن هناك تعليمات بعدم الولوج إلى مناطق جبلية وعرة منعا لاستهداف قوّات الجيش بسهولة على غرار ما حدث خلال الأسبوع الماضي عندما قتل ضابط خلال مداهمة أحد أوكار المهرّبين في منطقة جبلية. وتشدّد المصادر على أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الاستعداد لاحتمال تدخّل عسكري في ليبيا خلال الفترة المقبلة بعد موافقة دولية على ذلك والمُضي قُدما للتنسيق حول الأمر بين دول الجوار الليبي وقوى دولية. وحسب المصادر تنقسم استعدادات مصر إلى شقّين الأوّل منع تسلّل العناصر المسلّحة إلى الداخل المصري مع عدم استيطان المهرّبين في مناطق حدودية وعرة خوفا من هروب تلك العناصر من قصف جوّي محتمل في ليبيا قريبا وتشير إلى أن الجيش المصري رفع درجات الاستعداد القصوى في تلك المنطقة لا سيّما بعد تجمّع عناصر تابعة لتنظيم (داعش) تسلّلت من ليبيا بغرض تنفيذ عمليات داخل مصر والاستفادة من المساحات الواسعة في الصحراء الغربية على حدّ قول المصادر العسكرية. أمّا الشقّ الثاني من مهمّات الجيش فيتعلّق بسلاح الطيران الحربي وهو ما يرتبط بإجراء عمليات مسح شامل على مدار اليوم بطول الشريط الحدودي وإجراء مناورات دقيقة ومحدّدة. كما يتولّى سلاح الطيران مهمّات رصد وتحديد أماكن وتحركات العناصر المسلّحة في ليبيا من خلال استخدام طائرات الاستطلاع حسب المصادر ذاتها. كذلك تكثّف أجهزة الاستخبارات المصرية من مساعي تحديث مواقع تمركز العناصر المسلّحة سواء التابعة لتنظيم (داعش) أو الكتائب المسلّحة الأخرى تمهيدا إمّا للمشاركة في قصفها أو تقديمها للدول المشاركة في التدخّل العسكري حال الاتّفاق عليه. وتكشف المصادر عن تواصل بين أجهزة الاستخبارات وقبائل في ليبيا موالية للّواء المتقاعد خليفة حفتر بشأن الإبلاغ عن تحرّكات العناصر المسلّحة سواء التابعة ل (داعش) أو غيرها لوضع إحداثيات محدّدة لمقرّاتها الأساسية تمهيدا لأيّ تدخّل عسكري وتلفت إلى أنه في حال التدخّل العسكري في ليبيا سيكون الدور المصري أقرب إلى المشاركة في عمليات قصف ودعم لوجيستي فضلا عن تبادل المعلومات حول العناصر المسلّحة. وتعتبر هذه المصادر أن التدخّل العسكري في ليبيا أمر ضروري قبل استفحال (داعش) هناك وبالتالي تصبح مواجهته أمرا صعبا جدّا مثلما هو الحال في العراق وسوريا على حدّ قولها. كذلك تكشف المصادر عن سفر طيّارين مصريين إلى فرنسا لتلقّي تدريبات على طائرات (الرافال) ومن المتوقّع مشاركة هذا النوع الجديد من الطائرات في القصف الجوّي على أهداف في ليبيا.