هل يمكن أن نصدق ما فعلته فرنسا في الجزائريين طوال الفترة الاستعمارية التي مكثتها ببلادنا حيث أذاقتنا كشعب مستضعف سوء العذاب، حيث ومنذ أن وطئت أقدام جيوشها الجرارة النجسة أرضنا الطيبة، وهي ترتكب جريمة تلوى الأخرى إلى أن كان الذي كان وحدث الذي حدث في مثل هذا اليوم سنة 1945، وبعد أن خرج الحلفاء من الحرب العالمية الثانية فرحين منتصرين، وبعد تلك الوعود الكاذبة التي صدقها الشعب الجزائري وحلم نيله الحرية والاستقلال، والتي كانت السبب في خروجه للتظاهر والمناداة بتنفيذ تلك الأمنيات، التي قابلها جيش الاحتلال والمعمرين بوابل من الرصاص راح ضحيته قرابة 90 ألف شهيد حسب إحصاء جمعية العلماء المسلمين، و45 ألف ضحية حسب البيانات الرسمية للعدو الفرنسي..؟ حدث ذلك في مدن كثيرة من تراب الوطن العزيز، وبالأخص في خراطة وسطيف وقالمة، وكانت مظاهرات رسمية رفع فيها لأول مرة العلم الجزائري في شكله الحالي من طرف أول شهيد في هذه الحوادث »بوزيد سعال«، وكانت فعلا بمثابة الدافع والحافز الذي فتح أعين الجزائريين ونبههم إلى ضرورة القيام بثورة شعبية عامة على المستدمر الفرنسي الذي لم يعد ينفع معه إلا أسلوب القوة، وبالفعل حدث ما خطط له الثوار الأحرار وما كانت تخشاه فرنسا، واسترجعت الجزائر استقلالها..! لكن بعد كل الذي ارتكبته فرنسا الرسمية، هل يمكن أن ننسى أن نتناسى، أبدا إنه لا يمكن أن نغفر لها ما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية مهما طال الزمن، فلا تقادم للجريمة، وإننا اليوم لا نطالب فقط بتجريم الاستعمار وإنما ننادي بالقصاص، فدماء أولئك الأبرياء لا يمكن أن تعوض أو يدفع مقابلها ثمن ولو مال فرنسا كله، ناهيك عن أموال الخزينة الجزائرية التي استولت عليها بمجرد احتلالها لمدينة الجزائر، والديون التي مازالت في ذمتها منذ ما قبل الاحتلال وإلى اليوم، كل هذا في رقبة فرنسا، فكيف يمكن أن نثق فيها أو نتعامل معها بصفة عادية كسائر البلدان والدول..؟ إن يوم فرنسا آت ولا شك ولكن كيف هو ذلك ما ستحدها الأجيال الحالية والقادمة، وهذا حتى تعرف أن دم الأحرار وأموالهم وأعراضهم لن تذهب هكذا هباء وفي مهب الريح..؟