يشتكي سكان بلدية سنجاس والمناطق المجاورة لها بالشلف من الظروف الصعبة والخطر المحدق بهم بفعل وادي تسيغاوت الذي يفرض على الأحياء نقل موتاهم على ظهور الدواب خاصة في فصل الشتاء إلى المقابر المتواجدة بالجهة الغربية لذات البلدية، حيث يفصلهم وادي تسيغاوت عن مقر سكناهم. ينحدر هذا الوادي من السلسلة الجبلية الونشريس المعروف بالهيجان خاصة في فصل الشتاء، وهو الأمر الذي يجعل سكان المنطقة ينقلون موتاهم على ظهور الدواب إلى المقابر الست الموجودة كلها خلف الوادي وهي مقبرة بقعة الهواورة، مقبرة بقعة الشرايفية، مقبرة الدحامنية، مقبرة أولاد الشيخ، مقبرة الخراروة ومقبرة سيدي أحمد بن زيان، وتعتبر كل مقبرة تابعة لأعراش ودواوير ومن عاداتهم دفن أمواتهم في مقبرة الأجداد خاصة وأنه لا يمكن الخروج عن العادة أو حتى التفكير في ذلك ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يدفن ميتهم في مقبرة أخرى مهما كانت الظروف، كما يعد هذا الوادي بمثابة عائق أمام الأحياء ويجبرهم على المكوث في بيوتهم خاصة سكان البقع والدواوير القاطنة بالجهة الغربية لبلدية سنجاس، منها بقعة الشرايفية والتي تقطنها 32 عائلة والرحامنية 7 عائلات وأيضا بقعة الهواورة ب15 عائلة، وهو ما يجعل في المجموع 54 عائلة تقطن بهذه الدواوير المعزولة تماما عن المحيط المجاور، وقد عبر سكان هذه الدواوير عن معاناتهم مع العزلة وإجبارهم على المكوث خلف الوادي، كما يجبر الوادي أطفالهم المتمدرسين بمدرسة عنصر الليبية أو مدرسة سيدي صالح على الاستفادة من عطلة إجبارية تجعلهم يتركون محافظهم مرغمين ويبدلونها بظهور الدواب بحثا عن جرعة ماء من واد غادية الذي يبعد عن دواويرهم نحو 5 كم وهو ما يجعل هؤلاء الأطفال يتجرعون مرارة ترك مقاعد الدراسة ومرارة التنقل للبحث عن شربة ماء. وحسب سكان هذه الجهة فإن مشاكل عديدة أخرى تحاصرهم كغياب مراكز صحية قريبة منهم رغم وجود مركز ببقعة أولاد الشيخ، إلا أن هذا المركز مغلق وتحول إلى مقرات سكن منذ بداية التسعينات، هذا الأمر جعل معاناة السكان تتضاعف وتتأزم خصوصا في فصل الشتاء، أين يتحتم على المرأة الحامل أن تنقل على ظهر الدواب إلى أقرب نقطة من الطريق الوطني رقم 19 لحجز مكان وسط المسافرين عبر وسائل النقل العمومية أو الاستنجاد بسيارة الكلندستان لنقل المرأة الحامل أو المريض إلى مركز البلدية ومنها إلى إحدى المستشفيات بعاصمة الولاية، وفي ظل هذه الأوضاع المزرية يطالب سكان بلدية سنجاس وخاصة منهم المتضررون السلطات المحلية والولائية بفك الحصار المفروض وتجسيد مشروع جسر يفك العزلة على الأحياء من أجل نقل أمواتهم إلى المقابر دون عناء.