لاتزال عائلة غانم بمنطقة الشلاشلية في الجزء الجنوبي لمدينة الشلف تطالب بالكشف عن مصير ابنها غانم نصر الدين، 13 سنة، تلميذ في السنة الثانية بمتوسطة المصالحة، بعدما جرفته السيول يوم الخميس الفارط، عبر وادي تسيغاوت والتي عرفتها الولاية في الأيام القليلة الماضية. وحسب تصريحات والد الضحية أحمد، فإن المفقود الذي كان في طريقه إلى المؤسسة التربوية، داهمته السيول لحظة استعداده لتخطي وادي تسيغاوت عبر إحدى القنوات الرئيسية المخصصة لمشروع تغطية الوادي المذكور من مخاطر الفيضانات، وهو المسلك الوحيد -حسبه- الذي يستعمله سكان الشلاشلية أثناء هطول الأمطار لتفادي احتمالات فيضانات الوادي الممتد من سنجاس في الضاحية الجنوبية لعاصمة الولاية إلى غاية وادي الشلف، قائلا إنه لم يتردد في الاتصال بمصالح الحماية المدنية فور تلقيه نبأ تسبب السيول في جرف ابنه من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعاود الاتصال بها عن طريق مصالح الشرطة نقلا عنه، إثر تأخر اللحاق بمسرح الحادثة، لكن هذه المحاولات لم تكلل بنجاح، حيث لم تتدخل عناصر الحماية المدنية إلا صبيحة الجمعة بعد مرور يوم كامل على فقدان نصر الدين ، وأضاف محدثنا، أن زملاء ابنه أدمى قلوبهم مشهد السيول وهي تجرفه بقوة إلى مكان مجهول، وهو ما تركهم يصرخون بصوت جهوري لإنقاذ زميلهم. هذا المصير المجهول الذي يواجه ابن عائلة غانم، دفع بالوالد إلى توجيه أصابع الاتهام إلى مصالح الحماية المدنية ''التي تراخت وأخلت بواجبها في مثل هذه الظروف''، محملا أيضا مسؤولية السلطات المحلية في التقاعس وعدم القيام بواجبها اتجاه مطالب سكان منطقة الشلاشلية في إقامة معبر ثابت يحميهم من طوارئ الفيضانات التي عادة ما أحدثت هلعا في أوساط مواطني الجهة الجنوبية بعاصمة الولاية الشلف.