أبدى، سكان دوار النحالة، بأقصى الضفة الجنوبية لبلدية سنجاس، إمتعاضهم من استمرار تدني تأزم أوضاعهم المعيشية نحو الأسوأ بفعل مكابدتهم مشقة العطش، الأمر الذي يجبرهم على قطع ما يربو عن عشرة كيلوميترات يوميا باستعمال الدواب من أجل التزود بالمياه الشروب من الينابيع المتواجدة بين أدغال جبال الونشريس، والتي لا تخضع حسبهم للرقابة الطبية وتشاركهم في استعمالها الحيوانات الضالة والكلاب المتشردة، وذلك رغم النداءات والشكاوى المتكررة الموجهة للمسؤولين المحليين على أمل تخليصهم من المعاناة التي تضاعفت بفعل العزلة والتهميش واهتراء الطريق التي أصبحت غير صالحة للسير بسبب تحولها إلى مستنقع للأوحال والطين في فصل الشتاء، تعيق الحركة، خاصة بالنسبة للأطفال المتمدرسين، الأمر الذي أدى بشريحة واسعة منهم إلى التخلي عن مزاولة الدراسة والإنقطاع نهائيا عنها، أو الإقامة عند الأقارب، كحل مؤقت، بالنسبة لبعض المحظوظين، ينهي رحلة عذابهم مع التنقل شتاء في ظروف صعبة لا تساعد على التمدرس· وما يبقى يحز في نفوس سكان هذا الدوار، هو أنهم لم يستفيدوا من برامج الدعم الريفي ومساعدات السكن الريفي، رغم حاجتهم لذلك، حيث يعيشون في بيوت الطوب والقصدير·