سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيما وصفتهم السلطات بالنازحين من ولايات مجاورة : شبح الفيضانات يخيم على قاطني القصدير في مناطق مختلفة بالشلف وضع مخطط إنقاذ لمواجهة مخاطر الأودية أكثر من ضروريخ.
لم يستسغ سكان حي المصالحة الواقع جنوب عاصمة ولاية الشلف، صمت السلطات الولائية التي تمادت في التراخي دون التحرك الميداني لانقاذهم من ''غول الفيضانات'' قبل حلول كارثة طبيعية محتملة في المنطقة المحاذية لضفاف وادي تسيغاوت الذي عادة ما يحدث طوارئ في المنطقة وتغمر مياه الأمطار منازلهم الهشة، كما هو الحال لشتاء 2008الذي حول يومياتهم إلى نقمة حقيقية بعدما جرفت السيول الطوفانية ممتلكاتهم ودمرت منازلهم القصديرية التي شيدوها ببقايا قش وصفائح الزنك في أعقاب نزوحهم الاضطراري من مختلف المناطق الريفية هربا من الإرهاب، كما كادت أن تؤدي هذه الأمطار بحياتهم لولا تدخل مصالح الحماية المدنية. أما خطورة الأمر التي تهدّد عشرات العائلات القاطنة بحي المصالحة القصديري، حيث تجاور وادي تسيغاوت الذي يشكل هاجسا حقيقا لدى هذه العائلات التي لم تستسغ صمت السلطات حيال مطالبها في التكفل بواحدة من أخطر أوجاعهم الاجتماعية مع كل ما تحمله المشكلة من دلائل عميقة بالنظر إلى وجود بناياتها القصديرية على بعد أمتار من وادي تسيغاوت المدرج ضمن المواقع الخطرة التي حذرت منه جهات على اطلاع بهذا الملف وعشرات التنبيهات التي أطلقها رئيس المجلس الشعبي الولائي الأسبق امحمد حداد، غير أن هذه الوضعية ظلت تراوح مكانها طالما أن السلطات الوصية لا تتحرك إلا في حال وقوع خسائر في الأرواح، الأمر الذي يرفضه سكان حي المصالحة الذين جددوا شعار ''أنقذونا قبل حلول الكارثة قبل الاصطفاف لمواساتنا''، هذا الوضع الخطر الذي تسبب في تفريخ مأسي وكوارث في حالات مماثلة، كما هو الحال للسكان القاطنين بمحاذاة من وادي الشلف كأحياء الديانسي الذي يضم في عضويته 500عائلة، لالا عودة، الامال، بتقار والشرفة، مرشح أن يأخذ أبعادا تراجيدية في شتاء هذه السنة أمام بقاء الأمور على حالها دون ترحيل سكان حي المصالحة من بيوتهم الطوبية والقصديرية وعدم استكمال الأشغال المتبقية من مشروع تغطية وادي تسيغاوت في المحور الذي يربطه بحي بن سونة إلى الأمال مرورا على حي الديانسي إلى غاية حي الإخوة عباد، حيث تساءل السكان المنكوبون من جدوى إصدار المراسيم المتعلقة بالوقاية من أخطار الكوارث دون تطبيقها ميدانيا، وضمن هذا السياق تكشف المعطيات عن تراخي السلطات في مواجهة التقلبات الجوية القادمة التي عادة ما تكون مؤلمة بالنسبة الى العائلات المقيمة بمحاذاة من الوديان على غرار الشلف وتسيغاوت، إذ يستدعي الوضع القائم في المناطق التي تسجل خسائر سنويا في الممتلكات وحتى الأرواح، التفكير في مخطط إنقاذ جاد يسمح بتلافي كل الاحتمالات السيئة قبل حلول الكارثة التي نبه إليها مراقبون لأحوال هؤلاء السكان القاطنين في المواقع الخطرة.