جنّب والي ولاية أمّ البواقي أمس وقوع حالة انتحار حقيقية كادت تودي بحياة الشابّ م· كريم البالغ من العمر 38 سنة، بسبب ضغوطات نفسية ومهنية قال إنه تعرّض لها من طرف مسؤوله بمديرية الحماية المدنية للولاية· فقد تدخّل أمس والي ولاية أمّ البواقي في موقف شجاع وسديد بعدما أوقف عملية انتحار كانت ستحدث على المباشر بمقرّ مديرية الحماية المدنية للولاية، بعدما أنقذ الشابّ كريم وهو عون بالحماية المدنية الذي حاول أمس الانتحار حرقا بعد أن قام بسكب كمّية من البنزين على جسده مهدّدا برمي نفسه من أعلى الطابق الثامن للمقرّ في حال عدم الحضور الشخصي لوالي الولاية تنديدا منه حسب ما أكّده في تصريح خصّ به أخبار اليوم بالابتزاز والحفرة اللذين مورسا في حقّه من طرف المدير· وكان ل كريم ما أراد، حيث صعد والي الولاية إلى غاية الطابق الثامن الذي كان يريد أن يرمي بنفسه منه من أجل أن يتفاوض معه· المدعو كريم البالغ من العمر 38 سنة، وأب لثلاثة أطفال، أكّد في تصريح هاتفي ل أخبار اليوم أن ما ساقه إلى محاولة الانتحار هي الممارسات التعسّفية التي انتهجها مدير الحماية المدنية ضده بعدما تمّ توقيفه عن العمل ومحاولة نقله إلى الجنوب وذلك منذ شهرين من انطلاق المشكل الذي احتجّ علبه زملاء كريم بالمديرية، وأضاف أنه تعرّض للعديد من الضغوطات النّفسية والمهنية من طرف المدير الجديد الذي لم يمرّ على تنصيبه سنة واحدة، وذلك لمجرّد أنه أراد تقديم خدمة لأحد زملائه الذي يمرّ بصعوبات اجتماعية عن طريق الحديث إلى المدير الذي منحه رقم هاتفه الخاصّ، غير أنه قوبل برد عنيف من طرف المدير على حدّ تعبير كريم بعد أن حوّل ذاك العامل إلى بلدية عين البيضاء التي تبعد عن مقرّ الولاية ب 25 كلم، وهي المسافة التي أرهقت زميله بحكم المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها وهو مرض الزّوجة التي هي مجبرة على التنقّل إلى المستشفى لأخذ الأكسجين كلّ يومين· ويضيف كريم أنه أراد أن يقدّم خدمة لزميله عن طريق التوسّط له عند مديره، غير أن طلبه قوبل بالرّفض بعدما أصدر قرارا في حقّه بنقله إلى الجنوب، وهي الطريقة التي وصفها ب التعسّفية، خاصّة وأنه اتّهم بتحريض العمّال على الاحتجاج· وينتظر كريم أن تجد مطالبه استجابة من طرف السلطات وعلى رأسهم الوالي الذي تعهّد بالنّظر في قضيته، مهدّدا في الوقت ذاته بمعاودة محاولة أخرى للانتحار بحرق نفسه بالمديرية في حال عدم الالتزام بتلك الوعود·