غش... خداع وتزوير للاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة أصحاب الوكالات العقارية ينصبون على زبائنهم في ظل الأزمة الخانقة للسكن التي لازالت متواصلة رغم المشاريع المتعددة يسعى الكثير من الجزائريين جاهدين وبشتى الطرق إلى الحصول على بيت ومن بين الطرق التي يعتمد عليها الجزائريون من أجل الحصول على شقة الوكالات العقارية المخصصة في مثل هذه الأنشطة ولكن للأسف أصبح أصحابها في السنوات الأخيرة يحتالون على الناس وبطرق متنوعة. عتيقة مغوفل سوق العقار في الجزائر هو من الأسواق الحيوية وذلك نظرا لعمليات البيع والشراء الكثيرة وهو الأمر الذي شجع العديد من الأشخاص لفتح وكالات عقارية من أجل مزاولة هذا النشاط نظرا للحركية التي يشهدها إلا أنه ومن جهة أخرى هناك بعض عديمي الضمير من جعلوا هذا النشاط ملجأ لهم من أجل الاحتيال على الناس وجني أموال طائلة بطرق غير مشروعة وملتوية في الكثير من الاحيان. وعده بشقة وسلبه 800 مليون سنتيم العديد من الناس يكونون ضحايا عملية نصب واحتيال محكمة ومن بين هؤلاء الضحايا أناس أكل أصحاب الوكالات العقارية أموالهم بالباطل عن طريق النصب ومن بين هؤلاء الناس السيد(حمد) الذي يبلغ من العمر 42 سنة متزوج وأب لطفلين ويعمل مهندس دولة في الإعلام الآلي في إحدى المؤسسات الوطنية هذا الأخير وقع ضحية نصب واحتيال بعدما احتال عليه أحد أصحاب الوكالات العقارية بمبلغ 80 مليون دينار جزائري السيد(محمد) لا يملك مسكنا خاصا ومنذ أن قرر الزواج أخذ من الإيجار منفذا من أجل الحصول على بيت الزوجية فاستأجر شقة من غرفة واحد وبعد أن رزق بطفلين استأجر شقة من غرفتين حتى تكون مأوى له ولعائلته الصغيرة وبقي السيد(محمد) يبحث عن طريقة حتى يحصل على (بيت ملك) له فنصحه أحد أصدقائه أن يبحث عن صاحب وكالة عقارية يكون أهلا للثقة حتى يدخل معه في مشروع مجمع سكني حيث يقوم بشراء شقة منه وبالتقسيط مثل يفعل الكثير من الناس وبعد رحلة بحث طويلة عن وكالة عقارية تمارس مثل هذه النشاطات عثر السيد(محمد) على واحدة بالجزائر العاصمة وحسبه فإن مظهر صاحبها لا يوحي أبدا بمظهر شخص محتال اتفق معه على أن يكون زبونا له في بناء مجمع سكني بأحد الأحياء غرب العاصمة وطلب منه صاحب الوكالة العقارية أن يدفع مبلغ 80 مليون كدفعة أولى من أجل الحصول على شقة من أربع غرف ويقول السيد(محمد) إن صاحب الوكالة العقارية أخذه حتى لرؤية قطعة الأرض التي كان سيجسد عليها مشروع المجمع السكني وهو الأمر الذي جعله يطمئن لصاحب الوكالة العقارية ويسلمه ماله مقابل وصل أمانة فقط وبقي السيد(محمد) على اتصال دائم بصاحب المشروع وبعد مرور الستة أشهر من دفع المبلغ أصبح صاحب الوكالة العقارية لا يرد على اتصالات محمد وكل مرة يجد هاتفه مغلقا وهو ما جعله يقصد الوكالة العقارية بحثا عن صاحبها إلا أنه أصيب بالصدمة عندما وصل إلى المحل ووجده تغير كلية فقد تم تحويل نشاطه من وكالة عقارية إلى مقهى للأنترنت وهو الأمر الذي جعل السيد(محمد) يتلقى صدمة شديدة وقد بحث فترة طويلة على صاحب الوكالة العقارية في كل الأمكنة التي كان يذهب إليها إلا أنه لم يجده فقام برفع شكوى قضائية خاصة بالنصب والاحتيال ضد صاحب الوكالة العقارية الذي أخذ المال ولم يظهر منذ سنتين وذهب مال محمد أدراج الرياح وما زاد الطينة بلة أن كل المبلغ تقريبا دين عليه للمؤسسة التي يعمل بها. باعه شقة شقيقته وفرّ إلى الخارج وعلى ما يبد فإن السيد(محمد) ليس الوحيد الذي احتال عليه صاحب الوكالة العقارية وهرب بل غيره كثيرون ومن بين هؤلاء السيد(بدر الدين) الذي يبلغ من العمر 38 سنة يمارس نشاطا تجاريا رفقة والده ثم قرر أن يتزوج فوعده والده أن يشتري له شقة حتى يسكن فيها هو وزوجة المستقبل كما فعل مع أشقائه الذين هم أكبر منه وبدأ (بدر الدين) يبحث عن شقة مناسبة له إلا أن عثر على وكالة عقارية بحسين داي بالجزائر العاصمة صاحبها قدم عرضا ممتازا لبدر الدين فقد اقترح عليه أن يبيعه شقة من ثلاث غرف في أحد الأحياء بذات البلدية حسين داي بمبلغ 850 مليون دينار جزائري وأخذه صاحب الوكالة العقارية إلى الشقة وفرجه عليها وقد أعجبت الزبون كثيرا واتفق معه على شرائها فدفع له مبلغ 450 مليون كدفعة أولى من ثمن البيت على أن يسلمه الدفعة الثانية حين يسكن وبعد مضي عشرة أيام على دفع المبلغ وتحويل ملكية البيت باسم (بدر الدين) قام هذا الأخير بأخذ دهان معه ليضطلعه على البيت حتى يقوم بدهن جدرانه قبل أن يتزوج فيه ولكنه فوجئ حين قام بفتح باب البيت أن المفتاح لا يدور في الباب إلى أن قامت سيدة بفتحه من الداخل ففوجئ بدر الدين كثيرا وبعد الاستفسار أخبرته السيدة أنها صاحبة البيت وأنها كانت تعيش في الخارج وقد عادت لبيتها وهو الأمر الذي أصاب(بدر الدين) بذهول كبير فذهب إلى الوكالة العقارية ليبحث عن صاحبها فأخبره صاحبها الحقيقي أن من باعه الشقة كان يعمل لديه فقط وليس المالك الأصلي للوكالة بالإضافة إلى هذا فقد احتال عليه وهرب إلى الخارج بعدما باعه شقة أخته بعقد مزور وعلى ما يبدو فإن السيد(بدر الدين) ليس الضحية الوحيد فإن المحتال قام ببيع شقة أخته لثلاثة زبائن آخرين بعقود مزورة جنى من خلالها أموالا طائلة وقام بالهروب إلى خارج الوطن ليقوم السيد بدر الدين بعدها بتحرير شكوى ضده عساه يعود يوما إلى الجزائر فتقبض مصالح الأمن عليه.