كل تاجر سواء كانت تجارته صغيرة أو كبيرة يقوم بحساب الأرباح والخسائر التي حققها ومن المؤكد أنه يسعى دائما للربح ولكن في كثير من الأحوال قد يجد نفسه خسر بعض الأموال أو أنه لم يحقق النتائج المرجوة ! لكن: هل يمكن لتاجر ما أن يحقق مكسبا دائما دون خسارة ؟! ماذا لو كانت الإجابة بنعم.. لن أطيل عليك كثيرا قد تستطيع في الحالات التي سوف نعرضها عليك في الصفحات القليلة القادمة أن تحقق ربحا دائما وتصبح من التجار الثلاثة الذين لا يخسرون أبدا ! أمامك ثلاثة طرق تجعل تجارتك ناجحة ولا تخسر أبدا بمشيئة الله 1- تلاوة القرآن تلاوة القرآن وتدبر آياته ومعانيه والعمل به واتباع أوامره والابتعاد عن نواهيه من الأعمال الصالحة الباقية التي لا تفسد والتي ينال بها العبد ثواب كبير ويفوز بأجرعظيم من الله _ عز وجل -. 2- إقامة الصلاة الصلاة هي عماد الدين فمن تمسك بصلاته وحرص على أدائها في خشوع وابتغاء مرضاة الله له أجر عظيم. 3- الإنفاق في السر والعلن الحرص على الإنفاق في السر والعلن للفقراء والمساكين والمحتاجين له أجر مضاعف وثواب عظيم من المولى _ جلا وعلا -يقول الله تعالى في سورة البقرة (آية: 261): {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّة أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَة مِّائَةُ حَبَّة وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. فتلاوتك للقرآن وإقامة الصلاة والإنفاق في السر والعلن .. حقا تجارة لن تبور أبدا ولن يخسر صاحبها. يقول الله تعالى في سورة فاطر (أية: 29): {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}. وجاء في تفسير السعدي: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ} أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها وفي نواهيه فيتركونها وفي أخباره فيصدقونها ويعتقدونها ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال ويتلون أيضا ألفاظه بدراسته ومعانيه بتتبعها واستخراجها. ثم خص من التلاوة بعد ما عم الصلاة التي هي عماد الدين ونور المسلمين وميزان الإيمان وعلامة صدق الإسلام والنفقة على الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم من الزكاة والكفارات والنذور والصدقات. {سِرًّا وَعَلَانِيَةً} في جميع الأوقات. {يَرْجُونَ } [بذلك] { تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} أي: لن تكسد وتفسد بل تجارة هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها ألا وهي رضا ربهم والفوز بجزيل ثوابه والنجاة من سخطه وعقابه وهذا فيه أنهم يخلصون بأعمالهم وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئا. فهنيئا لأصحاب التجارة الرابحة الذين لا يخسرون ..