لقد مدح الله تعال القراء وبين فيها فضل القراءة وثوابها وأجرها ، وأنه أعد لقارئ القرآن الأجر الوافر والربح المضمون، التجارة التي لا تبور فقال تعالى في سورة فاطر: ]إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور[. فهذه آية بينت عظم أجر التلاوة، وأن الله أعد للقارئين وللتالين وللذين يتعاملون مع القرآن الكريم قراءة وعملا ، وللذين يقيمون الصلاة وللذين يتصدقون بالصدقات المكشوفة والصدقات المستورة أعد لهم أجرا كبيرا، وأخبر بأن عمgهم هذا هو تجارة مع الله، فإذا قدموا هذه الأعمال خالصة لوجه الله، أعطاهم الله في مقابل ذلك أجرا كبيرا، فهو عمل في مقابل أجر وافر، هو عمل في مقابل رضوان الله وفضله، فالذين يتلون كتاب الله، هم من كانت القراءة ديدنهم، و من كانوا يداومون عليها ويرتلونها آناء الليل وأطراف النهار.{وأقاموا الصلاة} {وأنفقوا مما رزقناهم} {سراً وعلانية}. إذا فعلوا كل ذلك ما هو أجرهم، ما هو فضل قراءة القرآن وإقام الصلاة وإنفاق في سبل الخيرات.جاء جواب الله تعالى بقوله:}يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ{ أي يرجون في الدنيا والآخرة ثواباً عند الله، يرجون أن يقابلهم الله بأجر وافر وثواب جزيل، وهذا هو معنى التجارة، فإن هم قرؤوا القرآن بحق، وأقاموا الصلاة بصدق، وأنفقوا بسخاء، فإن الثواب لا بد حاصل لهم، وهو ربح مضمون وتجارة مع الله لن تبور ولا تكسد،ولا تهلك ولا تخسر. {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ أي ليوفيهم ثواب ما عملوه ، وأجر ما قدموه. {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ [ الفضل و الزيادة، فالله تعالى يجزي كل واحد منا بما عمل، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ما هي هذه الزيادة التي يزيدها الله ويكرم بها القارئين والمصلين والمنفقين؟ قيل بأنه تضعيف الحسنات، وقيل هو النظر إلى وجه الله عز و جل. وقيل بأن يجعلهم الله شافعين في غيرهم يوم القيامة. هذا هو فضل من يقرأ القرآن في كتاب الله، إلا أن القراء على درجات في تعاملهم مع كتاب الله، فبقدر القراءة بقدر ما يكون الأجر، وبقدر ما يكون فضل الله كبيرا، وكلما زاد الإنسان من تلاوة كتاب الله بقدر ما يعظم أجره وتعلو منزلته يوم القيامة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي قال:يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها. د. سمير جاب الله، أستاذ الفقه والقراءات القرآنية بجامعة الأمير