فاز رودريغو دوتيرتى، اليوم الثلاثاء، برئاسة الفلبين بعد انسحاب منافسيه واعترافهم بالهزيمة فى الانتخابات الرئاسية التى شهدتها البلاد. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، إنه بالرغم من عدم إعلان النتيجة الرسمية إلا أن مار روكساس، أقرب منافسي دوتيرتى، أقر بهزيمته فى الانتخابات. وأظهرت النتائج الأولية تقدم دوتيرتى لخلافة الرئيس المنتهية ولايته بنينو أكينو، حيث حصد دوتيرتى 39 فى المائة تقريبا من الأصوات بحصوله على أكثر من 14 مليون صوت، وذلك بعد فرز 90 فى المائة من الأصوا وقال مسئولو الانتخابات إن المشاركة كانت قياسية حيث أدلى أكثر من 81 فى المائة من الناخبين المسجلين وبالغ إجمالى عددهم 54 مليون مواطن بصوتهم فى هذه الانتخابات. وحظي دوتيرتي -الذي سيكون أول رئيس للفلبين ينحدر من جنوب البلاد- بدعم المسلمين لرئاسة الفلبين؛ ليس فقط لأنه يتبنى مشروع الفدرالية في حملته الانتخابية، بل كذلك بسبب معرفته بقضية الجنوب على وجه التحديد. فضلا عن سياسات دوتيرتي المعتدلة تجاه مسلمي الفلبين على مدى 20 عاما من توليه منصب محافظ مدينة دافاو الجنوبية. وبحسب عمر داتايا -وهو أحد زعماء المسلمين في مدينة دافاو- فإن الفدرالية التي ينادي بها دوتيرتي تحقق أحد أبرز مطالب المسلمين بإقامة حكم ذاتي وفق اتفاق إطار السلام الذي تم التوصل إليه برعاية ماليزية عام 2013 بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية، والذي ينص على إقامة كيان خاص بالمسلمين أطلق عليه اسم بنغسامورو (شعب مورو). ورغم أن الكونغرس الفلبيني رفض المصادقة على قانون بنغسامورو الأساسي بذريعة مخالفته للدستور وعدم ضمان تحقيقه للسلام، إلا أن التوقعات تظهر أن دوتيرتي سيعمل على إعادة طرحه على الكونغرس وتطبيقه بعد إقراره. ويشيد قادة مسلمون في الفلبين بسياسة عدم التمييز التي انتهجها دوتيرتي خلال توليه منصب محافظ مدينة دافاو، وهو ما يؤكده رئيس المدارس الإسلامية الشاملة في دافاو جمال منيب ويعتبر أن هذه السياسة -التي حولت دافاو إلى مدينة متطورة وآمنة وتعيش سلما مجتمعيا- تصلح لأن تطبق في جميع أنحاء الفلبين. وبسبب سياسة المساواة فإن منيب يؤكد على ثقته بأن نسبة تأييد المسلمين لدوتيرتي تتجاوز 80%، مشيرا إلى أن المدارس الإسلامية في مدينة دافاو والبالغ عددها 49 مدرسة، تحظى بدعم حكومي مثل صرف رواتب للمدرسين، وهو ما لم يحدث في أي من المناطق الفلبينية حتى التي يحكمها قادة مسلمون مثل مدينة كوتاباتو. وبالإضافة إلى التسهيلات التي قدمها دوتيرتي للمسلمين في دافاو وإشراكهم في الإدارة، يرى مفتي المدينة محمد يوسف باسيكان أن تجربة تحقيق الأمن في المدينة يمكن أن تعمم في جميع أنحاء الفلبين بعد فوز محافظها بالرئاسة، إضافة إلى تجربته في تطبيق أنظمة اجتماعية واقتصادية تحقق مصالح جميع سكان المدينة. ويضيف باسيكان أن دافاو هي المدينة الوحيدة في الفلبين التي تنتهج سياسة محافظة مثل حظر التدخين في الأماكن العامة، وحظر التجول على المراهقين بعد الساعة العاشرة ليلا، وحظر تقديم الخمور وبيعها في وقت متأخر من الليل، ومنع استخدام المفرقعات في الحفلات العامة والوطنية.