سعر النفط يقترب من خمسين دولارا.. والإنتاج يرتفع ** يبدو أن شمس البحبوحة المالية ستطل قريبا على الجزائريين من جديد ذلك ما تؤشر عليه وضعية سوق النفط خلال الأسابيع الأخيرة أين يقترب سعر قوت عيشهم شيئا فشيئا من حاجز الخمسين دولارا للبرميل في وقت زاد فيه الإنتاج الجزائري بحوالي 4000 برميل يوميا وسط توقعات إيجابية لمتوسط الأسعار خلال النصف الثاني من السنة الجارية. اقترب سعر النفط الجزائري في تعاملات أمس من حاجز 50 دولارا للبرميل لأول مرة منذ قرابة عامين بعد أن أدى هبوط الإنتاج في نيجيريا ومخاوف من حدوث عدم استقرار سياسي في فنزويلا إلى قلة في معروض السوق على الرغم من ارتفاع إنتاج أوبك وارتفاع الدولار. وبلغ سعر خام برنت في التعاقدات الآجلة 48.11 دولار للبرميل بارتفاع 28 سنتا أو 0.6 بالمائة عن مستواه عند آخر تسوية فيما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو 0.5 بالمائة إلى 46.46 دولارا للبرميل. وقال محللون إن هبوط الإمدادات من منتجين مثل نيجيريا والأمريكيتين والصين أدى إلى رفع الأسعار على الرغم من أنهم أضافوا إن زيادة الإنتاج في مناطق أخرى حدت من المكاسب. من جانب آخر رفع بنك GOLDMAN SACHS توقعاته لمتوسط سعر برميل النفط في النصف الثاني من العام الجاري إلى 50 دولاراً بعد ما كان يتوقع 45 دولاراً في وقت سابق. وأرجع البنك رفع توقعاته إلى الاضطرابات المفاجئة التي خفضت من الإنتاج لا سيما الحريق الهائل في ولاية آلبرتا الكندية والهجمات المتتالية على منشآت النفط في نيجيريا وهو ما أدى إلى عجز في المعروض من النفط في الأسواق. ويتوقع البنك أن الشح في المعروض سينخفض إلى 400 ألف برميل يومياً مع الإنتاج الإضافي من إيران والعراق وأمريكا وبحر الشمال وذلك مقارنة مع 900 ألف برميل كان قد توقعها سابقاً فيما يتوقع العودة إلى تحقيق فائض في المعروض في العام 2017 ما دفعه إلى تخفيض توقعاته لمتوسط سعر النفط بالربع الأول من 2017 إلى 45 دولاراً من 55 دولارا سابقاً على أن ترتفع الأسعار إلى 60 دولارا للبرميل مع نهاية ذلك العام. وكان معدل أسعار خام الصحاري الجزائري قد ارتفع في أفريل الماضي للشهر الثالث على التوالي ليبلغ 33ر42 دولارا للبرميل حسب البيانات المنشورة في آخر تقرير شهري أصدرته منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك . ويعكس هذا الارتفاع المنحى التصاعدي الذي يعرفه سوق النفط حيث سجل زيادة ب40 بالمائة مقارنة بأسعار بداية العام الجاري. وترجع أوبك هذا القفزة إلى عدة عوامل منها التوقعات بتسارع وتيرة انخفاض المخزونات الأمريكية ضعف الدولار الأمريكي تذبذب الإمدادات والانخفاض الحاد المتوقع في حجم إنتاج الدول خارج المنظمة. وكشف تقرير أوبك من جهة أخرى أن حجم إنتاج الجزائر النفطي في أفريل بلغ 141ر1 مليون برميل يوميا مقابل 137ر1 مليون برميل يوميا في مارس الماضي استنادا إلى بيانات رسمية جزائرية وهو ما يعني ارتفاعا طفيفا في الإنتاج بحوالي 4 آلاف برميل يوميا. هذه المؤشرات الإقتصادية الإيجابية يبدو أنها أراحت الحكومة الجزائرية وجعلتها تتحدث باطمئنان عن مستقبل الجزائر حيث قال الوزير الأول عبد المالك سلال أول أمس: الجزائر تجاوزت الصدمة الاقتصادية التي ضربتها منذ جويلية 2014 حيث تمكنت في هاتين السنتين من تسيير الأوضاع مؤكدا أن انخفاض أسعار البترول لن يؤثر على سيرورة المشاريع الحكومية وهو الذي كان قبل أشهر يرافع للتقشف وشدّ الحزام.