السكر وماء الزهر فال خير للممتحنين عادات وطقوس جزائرية يوم الامتحان لازالت العديد من الأسر الجزائرية تتمسك ببعض العادات التي لا تستطيع الخروج عنها لاسيما في ظروف الشدة وتعد الامتحانات من الظروف الصعبة التي يتعرض لها الممتحنون وأسرهم أيضا مما يجبرها على الخروج قليلا من الضغوطات وتهيئة الأبناء نفسيا لاجتياز الامتحانات ولعل من أبرز تلك الطقوس أكل السكر ورش ماء الزهر قبل خروج الممتحن من المنزل تيمنا بخفة الامتحان وجلب الفأل الحسن. نسيمة خباجة سيخرج اليوم تلاميذ الطور الابتدائي لاجتياز السانكيام وافتكاك تأشيرة الدخول إلى مرحلة المتوسط ليكون بعدها الموعد مع تلاميذ البيام وبعدها ممتحني البكالوريا فهي كلها امتحانات أدخلت الأسر في ضغوطات وقلق وتوتر وتحولت أغلب البيوت إلى معسكرات من أجل التحضير الجيد للامتحان وما لا تنساه ولاتغفل عليه أغلب الأسر بعض العادات والطقوس التي ترافق الامتحانات أو يوم الخروج إلى الامتحان وهي كلها عادات تصب في وعاء التخفيف عن الممتحن وجلب السعادة له والتخفيف من توتره ومن بين تلك العادات أكل حبة سكر قبل الخروج إلى الامتحان إذ تقف الأم أمام عتبة المنزل وتضع حبة سكر في فم الابن أو البنت مع الدعاء له بالتوفيق ومن الأمهات من ترش العتبة قبل خروج الممتحن بماء الزهر المخلوط أيضا بالسكر لكي يخرج الممتحن معطرا برائحة ماء الزهر المستعمل في الكثير من المناسبات السعيدو وفق تقاليدنا وهي كلها عادات لا تخرج عن جلب الفال الحسن للمتحنين. وبما أننا في فترة امتحانات لم نفوت الفرصة واقتربنا من بعض الأمهات من أجل رصد آرائهن والوقوف على تعاملهن مع أبنائهن الممتحنين فكانت آراء مختلفة لكنها لم تخرج عن هدفها الأساسي وهو مساندة الأبناء والتخفيف من قلقهم. السيدة لامية التقيناها في السوق فاقتربنا منها وسألناها إن كان لها ابن أو بنت مقبلان على الامتحان فقالت إن ابنها سوف يقبل على شهادة التعليم الابتدائي وقالت إنها وفرت له الأجواء المناسبة ولم تستهن بشهادة التعليم الابتدائي فهو أول امتحان يجتازه الطفل في مشواره الدراسي ولابد من مرافقته النفسية لإبعاد التوتر والضغط وقالت إنها مشت معه خطوة بخطوة في تحضيراته وألغت جميع ارتباطاتها العائلية بسببه من أجل ضمان التحضير الجيد وإبعاد الخوف عنه وذكرت أن يوم الامتحان هو يوم خاص بالنسبة لها فهي ستنهض باكرا وتحضر له (الطمينة) بالنظر إلى مذاقها الحلو من أجل رفع معنوياته كما سترش رأسه بماء الزهر وتضع حبة سكر في فمه قبل خروجه من المنزل وقالت إن أمها كانت تتعامل معهم بمثل تلك الطريقة في يوم الامتحان وأبت أن تخرج عن تلك العادة الحميدة. أما السيدة كنزة التي التقيناها بأحد شوارع العاصمة فقالت إن ابنتها سوف تجتاز شهادة البكالوريا وهي شهادة هامة وجميع الأسرة تساندها وتقف معها لاجتياز مرحلة الامتحان وضمان التفوق بإذن المولى عز وجل وعن بعض العادات قالت إنها بدأت منذ الآن في رفع معنوياتها بطبخ الماكولات التي تحبها فهي تدللها كثيرا في هذه الفترة أما في يوم الامتحان فقالت إنها سوف تحضر نوعا من الحلويات ترافقه في وجبة القهوة الصباحية قبل خروج ابنتها إلى الامتحان دون أن تنسى تحضير (الخفاف) فهو عادة تلتزم بها كما كانت تفعل أمها وكذلك جدتها فالخفاف هو تيمنا بخفة الامتحان وسهولته. وتبقى تلك العادات راسخة على مستوى العائلات الجزائرية التي تتمسك بها في الفترات العصيبة لكسر القلق والتوتر واستبدال تلك المشاعرالسلبية بالغبطة والفرح وجلب الفال الحسن للأبناء الممتحنين وفقهم الله جميعا وكلّل خطاهم بالنجاح.