قال محمد بن ظفر المكي: بلغني أن أبا يزيد طيفور بن عيسى لما حفظ (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) [لمزمل: 1-2]. قال لأبيه: يا أبتي ! من الذي يقول الله تعالى له هذا ؟ قال: يا بني! ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو يزيد: يا أبتي ! ما لك لا تصنع كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: يا بني ! إن قيام الليل خصص بافتراضه النبي صلى الله عليه وسلم دون أمته.. فسكت عنه أبو يزيد. فلما حفظ قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) [المزمل:20]. قال: يا أبتي ! إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون الليل فمن هذه الطائفة ؟ قال: يا بني ! أولئك الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. قال أبو يزيد: يا أبتي ! فأي خير في ترك ما عمله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟ قال: صدقت يا بني فكان أبوه بعد ذلك يقوم من الليل ويصلي. فاستيقظ أبو يزيد ليلة فإذا أبوه يصلي فقال: يا أبت ! علمني كيف أتطهر وأصلي معك. فقال أبوه: يا بني ! ارقد فإنك صغير بعد.. قال أبو يزيد: يا أبتي ! إذا كان يوم يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم أقول لربي: إني قلت لأبي: كيف أتطهر لأصلي معك فأبي وقال لي: ارقد فإنك صغير بعد أتحب هذا ؟ فقال له أبوه: لا والله يا بني ما أحب هذا وعلمه فكان يصلي معه !.