بعد القضاء على بؤر الأوساخ تحسن كبير في الوضع البيئي بميلة نجحت مؤسسة (ميلة-نات) كفرع لمركز الردم التقني بميلة مكلف بجمع النفايات المنزلية والهامدة داخل النسيج العمراني لعاصمة الولاية بعد سبعة أشهر من تأسيسها في تحقيق نتائج مشجعة وواعدة كما قال مسؤولون ومواطنون. وتتجلى علامات (ميلة- نات) من خلال حاويات خضراء باهتة بمختلف الأحجام وكذا سلل النظافة عبر كامل أنحاء وأحياء المدينة التي تحصي حاليا أزيد من 80 ألف نسمة بعدما تخلصت من الكثير من مظاهر نقص النظافة على حد قول علاوة.م (35) سنة موظف. ويعبر نفس المواطن الذي يقطن بأعالي هذه المدينة عن ارتياحه للتحسن الطارئ في مجال تخليص المدينة من نفاياتها لدرجة أصبنا نرى فيها نهارا حاويات فارغة بعدما تم إفراغها من محتوياتها وهو أمر جد مفيد في ترقية إطار المعيشة كما يضيف مشيدا بالمناسبة بجهود أعوان النظافة وإصرارهم على رفع التحدي فخلال شهر رمضان على سبيل المثال وبعد الإفطار أي بعد الثامنة مساء تنطلق حركة عمال وشاحنات النظافة ل-ميلة - نات من أجل جمع النفايات المنزلية لغاية الحادية عشر من صباح اليوم الموالي حسبما علم من هذا الفرع الذي نشأ بموجب اتفاقية مبرمة بين مركز الردم التقني وبلدية ميلة وتتولى المهمة حسب السيد الطاهر زنتوت مسؤول (ميلة- نات) 11 فرقة تتوزع أحياء المدينة بمجموع 45 عاملا للجمع يضاف لهم 38 عونا آخر في ميدان الكنس اليومي للشوارع. كما تعمل فرقة أخرى وفقا للسيد زنتوت صاحب الخبرة الطويلة في مجال التسيير بالمجموعات المحلية من أجل خدمات ما بعد الجمع و معالجة النقاط التي ترمى بها نفايات خارج الأوقات المحددة ولا يتردد الكثير من مواطني ميلة هذه الأيام - و كما كان ذلك جليا من خلال الاتصال بمحطة الإذاعة الجزائرية من ميلة - في رفع القبعة عاليا لتحية عمال النظافة على الجهد الذي يبذلونه من أجل تحسين إطار حياة السكان والمحافظة على البيئة حيث قال أحدهم (نعم عندما نريد نستطيع وتتراوح النفايات المنزلية التي تم جمعها يوميا بمدينة ميلة في شهر رمضان بين 58 و 60 طنا حسب السيد زنتوت الذي اختلطت عليه هو ومساعديه ساعات الليل والنهار في أداء دور المتابعة اليومية لهذا الجهاز الجديد بالمدينة). وتحصي المدينة خارج شهر رمضان كما أفاد نفس المسؤول نحو 50 طنا يوميا من النفايات المنزلية ولم تكن انطلاقة (ميلة نات) التي تتخذ الآن من دار البيئة الفسيحة مقرا لها بوسط المدينة إلا بشاحنة واحدة عند إنشائها نهاية العام الماضي لتصل حظيرتها حاليا إلى 11 شاحنة منها تلك المختصة في جمع النفايات وبالمقابل تم تحديد 276 نقطة جمع كما وزعت 409 حاوية مختلفة الأحجام وفقا للسيد زنتوت الذي يقدر تكلفة التسيير الشهرية الحالية ل- ميلة نات - ب10 مليون د.ج منها 6 مليون د.ج ككتلة أجور. وسمح إنشاء هذا الفرع الجديد بتحسين أجور عمال النظافة الذين تضاعف دخل بعضهم بعد إنشاء ميلة- نات حسب معطيات المؤسسة. ولا يطالب هؤلاء في الواقع أكثر من تفهم المواطن ومساهمته في تسهيل مهمتهم اليومية وبالتالي ترقية محيط معيشته حسب عمال كانوا بصدد تفريغ حاويات ولم يكن لهم الوقت لقول أكثر من ذلك. ويقر الجميع بأن الوضعية وإن تحسنت كثيرا في الميدان إلا أن نقائص ما زالت تعتريها جراء عدم احترام البعض لمواقيت إخراج نفاياتهم. ويسمح تجاوز ذلك بتفادي بقاء النفايات طويلا تحت أشعة الشمس وتسببها في أمراض وتشويهات للمحيط العمراني. وقد اضطر والي ميلة عبد الرحمن مدني فواتيح مؤخر إلى فتح نقاش مباشر على أمواج الإذاعة الجهوية مع المواطن لتحسين واقع النظافة وتفادي سلوكيات سلبية في الواقع اليومي. من جهة أخرى تقوم مؤسسة ميلة نات يوميا بحملة إشهارية واتصالات مباشرة عبر الأحياء لتحسين التقيد بالتوقيت واحترام مواعيد ري النفيات في الحاويات. ويطرح السوق المركزي لميلة حاليا إشكاليات نتيجة فوضى إخراج النفايات من طرف التجار خارج الوقت ما يؤدي إلى تكدسها وانتشار روائح كريهة وكذا جهود وأعباء إضافية على (ميلة نات) من أجل إزالتها وما يتطلبه ذلك من تكاليف زائدة.