توافد كبير للمغتربين إلى أرض الوطن فرحة عارمة عبر المطارات وظروف استقبال جيدة تعد الوطنية من أجمل المشاعر التي يشعر بها كل شخص مغترب يعيش بعيدا عن موطنه الأصلي فكلما بعد زاد حبا وانتماء لوطنه الذي يحن له يوما بعد يوما خصوصا في المناسبات والأعياد وهو الأمر الذي يجعل العديد من المغتربين الجزائريين يتوافدون إلى أرض الوطن من كل بقاع العالم خصوصا في عطلهم السنوية التي عادة ما تكون في فصل الصيف مسطرين بذلك برامج مكثفة من أجل قضاء أجمل الأوقات في الجزائر. عتيقة مغوفل تعرف العديد من مطارات الجزائر الدولية بالإضافة إلى موانئها توافد أعداد كبيرة من المغتربين الجزائريين الذين فضلوا أرض الوطن من أجل قضاء عطلتهم السنوية بين الأهل والاحباب فكل من يمر أو يزور إحدى هذه الأمكنة يلاحظ تواجد العديد منهم خارجين من هناك محملين بأمتعة كثيرة وهدايا للأقارب. لا بديل عن اجتياز العطلة في الوطن الأم بينما كنا متوجهين إلى إحدى بلديات الجزائر العاصمة وفي طريقنا إليها مررنا بالصدفة من أمام ميناء الجزائر الدولي وقد شَد انتباهنا خروج العديد من المسافرين منه الذين فضلوا القدوم إلى أرض الوطن عن طريق البحر وقد انتابنا الفضول من أجل التقرب من البعض منهم والتكلم معهم من أجل معرفة البلدان التي قدموا منها ولماذا فضلوا القدوم للجزائر تحديدا من أجل قضاء العطلة وبينما نحن كذلك لمحنا ومن بعيد عائلة متكوَنة من خمسة أفراد كانوا خارجين من الميناء وقد كان في استقبالهم بعض أفراد عائلتهم وبعد أن تبادلوا عبارات الترحيب هموا إلى وضع الأمتعة بالسيارات استغلينا الفرصة وقمنا بالتقرب من رب العائلة المغتربة المسمى السيد (عبد المجيد.ج) والذي يبلغ من العمر 54 سنة القادم رفقة زوجته وأبنائه من إسبانيا وفي خضم الحديث الذي دار بيننا أخبرنا هذا الأخير أنه لم يزر الجزائر منذ 3سنوات وذلك لبعض الأسباب التي منعته من ذلك إلا أنه عقد العزم هذه السنة على أن يقضي عطلته الصيفية مع عائلته في أرض الوطن الحبيب وقد أردنا أن نعرف البرنامج الذي وضعه من أجل عطلته فأخبرنا أنه قرر هو وأفراد عائلته أن يقوموا بجولة سياحية إلى بعض الولايات الساحلية ويتعلق الأمر بكل من ولايتي سكيكدة وعنابة وذلك من أجل التمتع بجمال شواطئ الولايتين وسحرهما أردنا أن نعرف سبب اختيار هاتين الولايتين على وجه التحديد فرد علينا السيد عبد المجيد أنه لم يسبق له زيارتهما هو وأفراد عائلته وقد أجرى بحثا عبر الأنترنت عندما كان في أسبانيا عن الولايتين وقد أعجب من خلالها بسحر وجمال الأمكنة هناك وقرر قضاء عطلته هناك بل أبعد من ذلك فقد قام بحجز الفندق الذي سيقيم به بكلتا الولايتين هو وعائلته وذلك حتى لا يصطدم بمشكل الاكتظاظ فيما بعد.
أجواء مميزة وفرحة عارمة بعد أن ودعنا السيد (عبد المجيد) وتمنينا له عطلة سعيدة غادر الميناء رفقة عائلته وانتابنا الفضول بعدها من أجل معرفة البرامج الخاصة بالعطلة التي سطرها المغتربون من أجل التمتع بالعطلة في أرض الوطن لنقابل هذه المرة عائلة أخرى قادمة من فرنسا وتتكوَن من أربعة أفراد ويتعلق الأمر بعائلة السيد(عيسى) ما شد انتباهنا في هذه العائلة أنها أحضرت معها من فرنسا الكثير من الأمتعة على خلاف سابقتها تركنا الأب حتى عبأ كل أمتعته في سيارته ثم قمنا بالتقرب منه فأخبرنا هذا الأخير أنه سعيد جدا بقدومه إلى الجزائر التي لم يزرها منذ سنتين وقد قرر هو وزوجته أن لا يخبر أحدا بمجيئه حتى يترك الأمر مفاجأة وهو ينوي أن يذهب إلى بيتهم العائلي بزرالدة والدخول على أمه على حين غفلة سألناه عن برنامجه للعطلة فرد علينا أنه قرر أن يقوم بزيارة جميع أفراد عائلته الكبيرة المتواجدين في العاصمة وولاية السعيدة كما أنه سيقوم أيضا بزيارة كامل عائلة زوجته بولاية الجلفة والذين سيقضي معهم بعض الأوقات هناك وذلك بمناسبة زواج شقيق زوجته الأصغر وهي فرصة له من أجل الاستمتاع بأعراس البلاد التي لم يحضرها منذ زمن كما أنها ستكون فرصة لأبنائه من أجل التعرف على عادات وتقاليد البلاد.