لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ هذا كنز النمرود الذي أهلكه الله ببعوضة في بلاد بابل بالعراق كان هناك ملكًا جبارًا طغا في الأرض وبغا وتجبر وأدعى لنفسه الربوبية وكان اسمه النمورد بن كوش الكنعاني ملك الأرض 400 سنة أفسد فيها وكان ذلك في عهد نبي الله سيدنا إبراهيم خليل الرحمن عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فدعاه إلى الإيمان بالله فأبى وقد ذكر القرآن قصة محاجاه بين سيدنا إبراهيم وبين النمرود الذي أهله الله ببعوضة. ولما دعاه سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام إلى الإيمان بالله سأله النمرود من ربك فقال له سيدنا إبراهيم: (ربي الذي يحيي ويميت قال: أنا أحيي وأميت) وجاء ببعض المسجونين ممن حكم عليهم بالموت فعفا عنهم وقال إنه بذلك يحيي ويميت. فأبطل سيدنا إبراهيم حجته وقال له: (فإنَّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) حينها بهت ولم يجد جوابًا. يقول الله تعالى عن ذلك في كتابه الكريم: {ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. ولكن النمرود ظل على عناده وتجبره فأرسل الله إلى قومه من الكافرين البعوض فأهلكهم ولم يبق منهم إلا العظم وأرسل بعوضة واحدة إلى النمرود فدخلت إلى رأسه من أنفه ولكنه لم يمت وظل 400 سنة يضرب على رأسه بالنعال حتى تسكن البعوضة ولا تزن حتى أهلكه الله. وفي مدينة الموصل بالعراق اكتشفت بعثة أثرية كنزًا كبيرًا من الذهب أشارت الحفريات والكتابات أنه يعود إلى النمرود ويتكون الكنز من حوالي 45 كيلوجرامًا من المصوغات الذهبية ومجموعة من القطع الأثرية النادرة وكشف أن المصوغات الذهبية تعود إلى ملكتين آشوريتين وأنها دفنت بعد موتهما في قبريهما بالقصر الشمالي الغربي للملك آشور ناصربال الثاني في نمرود. وبدأت عمليات الاستكشاف لكنز النمرود منذ عام 1845م واستمرت حتى 1851م من قبل عالم الآثار البريطاني السير (هنري اوستن لايارد) والذي اعتبر الموقع على أنه مقاطعة نينفح الشاطئية (من هنا يأتي اسم نينفح في عناوين عدة أعمال بخصوص نمرود). ثم أعيد الاكتشاف والحفر حتى تم اكتشاف القبر الملكي للنمرود للمرة الأولى في شهر أفريل من عام 1989م من قبل بعثة من الوزارة العراقية للآثار والتراث ويقع القبر في القصر الشمالي الغربي من المدينة القديمة من Kalkhu مدينة نمرود حاليًا. واستخراج الكنز بواسطة مهندسين من دائرة آثار الموصل وذلك عندما كانا يقومان بعمليات حفر في نمرود عام 1988م أثناء ترميم لغرف القصر الشمالي وقيل إن الكنز نقل بعد ذلك إلى البنك المركزي العراقي إبان الغزو الأمريكي للعراق أما القطع الأثرية النادرة فتصل إلى 650 قطعة ذهبية أثرية تختلف أحجامها فنقلت إلى أحد الملاجئ المحصنة في بغداد وتم عرض الكثير من هذا الكنز في متحف بغداد عام 2003 وقيل كذلك إن أغلب هذا الكنز تم تهريبه أثناء الغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام الرئيس صدام حسين.