نفحات ربانية في مواسم الخير أيام العشر.. باب خير مفتوح هذه بعض الأعمال وإلا فأيام العشر باب للخير مفتوح على مصراعيه والعمل الصالح فيها أحب الأعمال إلى الله قال النبي (مَا العَمَلُ فِي أَيَّام أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟) (يعني أيام العشر) قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: (وَلاَ الجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْء ). وكثير من المفسرين يرون في قوله تعالى: {وَلَيَال عَشْر }: أنها ليالي الأيام العشر من ذي الحجة. فليُقم كل منا جبلًا لعرفات في قلبه ويدعو الله بما شاء وقت ما شاء. ليَرجم كل منا الشيطان في كل لحظة من لحظات حياته. ليَتخفف كل منا من دنياه فما بقي من الدنيا أقل بكثير مما ذهب. ليُصلح كل منا ذات بينه ويغفر لإخوانه ويحب الخير لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. من فاته في هذا العام القيام بعرفة: فليقم لله بحقه الذي عرفه. من عجز عن المبيت بمزدلفة: فليبيت عزمه على طاعة الله وقد أزلفه. من لم يقدر على ذبح هديه بمِنى: فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى. من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد: فليقصد رب البيت فهو أقرب إليه من حبل الوريد. 5 حِجَّات في اليوم 50 في العشر: يا من قتله الشوق والحنين يا من فاته الحج: ألا تحب أن تحج في اليوم خمس مرات! نعم خمس مرات وهذه هدية من النبي صلى الله عليه وسلم. 1-حِجة الذكر بعد الصلوات: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يَحُجُّونَ بها ويَعْتَمِرُونَ ويُجَاهِدُونَ ويتصدقون قال: (أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْر إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ). 2- حِجة الجلوس بعد الفجر للضحى في المسجد: عَنْ أَنَس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَة ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّة وَعُمْرَة تَامَّة تَامَّة تَامَّة ). 3-حجة المشي إلى صلاة الجماعة: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: (مَنْ مَشَى إِلَى صَلَاة مَكْتُوبَة فِي الْجَمَاعَةِ فَهِي كَحَجَّة وَمَنْ مَشَى إِلَى صَلَاةِ تَطَوُّع فَهِي كَعُمْرَة تَامَّة ). وهذه وحدها بخمس حِجات لمن صلى الخمس صلوات والله ذو فضل عظيم. 4- حجة طلب العلم وتعليمه: عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه عَنِ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: (مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجّ تَامًّا حِجَّتُهُ). 5- بر الوالدين حج وعمرة وجهاد: عَنْ أنس رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ قَالَ: (هَلْ بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟) قَالَ: أُمِّي قَالَ: (قَأَبْلِ اللَّهَ فِي بِرِّهَا فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ وَمُجَاهِدٌ). النية أجر المعذورين: ولعل النية الصالحة تبلغ العبد ما يرجوه إذا حبسه العذر كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: (وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ العُذْرُ).