تزامنا مع الدخول المدرسي مخططات بن غبريط تثير مخاوف أولياء التلاميذ * خالد أحمد: لا يجب الحكم على الإصلاحات قبل انطلاق الدروس يلتحق اليوم أزيد من 8 ملايين تلميذ جزائري بمقاعد الدراسة بعد انقضاء العطلة الصيفية التي دامت لأزيد من ثلاثة أشهر حيث ستشهد معظم المؤسسات التربوية حركية كبيرة بعد هدوء طويل إلا أن ما يميَز الدخول المدرسي هذه السنة إصلاحات الجيل الثاني التي أقرتها وزيرة التربية نورية بن غبريط وهو الأمر الذي يثير مخاوف العديد من أولياء التلاميذ. عتيقة مغوفل تناولت العديد من وسائل الإعلام الوطنية وفي مرات عديدة إصلاحات الجيل الثاني التي ستمس القطاع التربوي هذه السنة والتي تتمحور أساسا في نقطتين هامتين الأولى إعداد المناهج والبرامج التعليمية لمختلف المواد والثانية إطلاق مجموعة من الكتب الجديدة التي تضمن في محتواها البرامج الجديدة بالنسبة للسنة الأولى والثانية ابتدائي والسنة أولى متوسط وقد أكدت الوزيرة أن المناهج الجديدة ستهدف إلى ترسيخ الثرات الثقافي والقيم الوطنية في نفوس التلاميذ ولكن الجدير بالذكر أن العديد من هذه الإصلاحات قد لاقت انتقادات لاذعة من طرف العارفين بشؤون التربية الوطنية واتهموا الوزيرة أنها تحاول فرنسة قطاع التربية الوطنية وهو الأمر الذي جعل الكثير من أولياء الأمور يتخوفون من الإصلاحات الجديدة التي سيتلقاها أبناؤهم عبر المناهج الدراسية الجديدة.
أولياء متخوفون من إصلاحات الجيل الثاني حتى نتمكن من معرفة رأي أولياء الأمور في الإصلاحات الجديدة لقطاع التربية الوطنية توجب علينا مقابلة بعض الأولياء لذلك تجولت (أخبار اليوم) ببعض شوارع العاصمة وكان أول من قابلناه السيد(مجيد) الذي يبلغ من العمر 49 سنة هذا الأخير متزوج وأب لطفلين أحدهما يدرس في الطور الابتدائي والآخر تلميذ في الطور المتوسط في خضم الحديث الذي جمعنا به حول الدخول المدرسي تطرقنا إلى الإصلاحات الجديدة التي أجرتها الوزيرة نورية بن غبريط في قطاع التربية ليرد علينا السيد(مجيد) قائلا إنه مايزال يستغرب كيف أن الوزيرة مازالت تحافظ على منصبها رغم فضائح البكالوريا وكل الانتقادات التي تتعرض إليها وقد أعرب لنا عن تخوفه من الأفكار الفرانكوفونية التي ترغب هذه الأخيرة بغرسها في القطاع والقضاء تدريجيا على الهوية الوطنية خصوصا فيما يتعلق بدراسة بعض المواد باللغات الأجنبية وتقليص الحجم الساعي لبعض المواد الخاصة بالهوية الوطنية على غرار التربية الإسلامية وبشأن رأيه في الكتب الجديدة فقد أكد لنا هذا الأخير أنه لم يضطلع عليها بعد ولا يستطيع أن يحكم عليها. بعد أن سمعنا رأي السيد مجيد أردنا أن نسمع آراء أخرى للأولياء فيما يخص إصلاحات الجيل الثاني التي أطلقتها وزيرة التربية لنقابل هذه المرة السيدة سعاد المتزوجة وأم لثلاثة أطفال متمدرسين بين الطور المتوسط والطور الثانوي وردا على سؤال موضوعنا أكدت لنا هذه السيدة أنها متخوفة على مستقبل أبنائها الدراسي خصوصا وأن السلطات العليا في البلاد راضية عن الكثير من الإجراءات التي أقرتها الوزيرة نورية بن غبريط في قطاع التربية منذ توليها الحقيبة الوزارية ومن الأمور التي تثير مخاوف واستياء السيدة سعاد تدريس المواد العلمية باللغة الأجنبية وهو الأمر الذي سيضع أبناءها في ورطة من أمرهم لأنهم لا يتحكمون جيدا في اللغات الأجنبية هذا إلى جانب تغيير محتوى بعض المواد الذي لا يزال غامضا لحد الساعة وسيتجلى بوضوح خلال الأيام القلائل المقبلة. ...وآخرون لا يهتمون بالإصلاحات الجديدة من جهة أخرى هناك فئة من الأولياء لم تلحق إلى مسامعهم الإصلاحات التي ستمس قطاع التربية مع الدخول المدرسي الحالي ولا يهتمون بها ومن بين هؤلاء السيد عبد الرحمن هذا الأخير قابلناه في إحدى الحافلات التي تربط بين تافورة وعين البنيان وقد رد علينا محدثنا حين سألناه عن رأيه في الموضوع أنه لا يعلم ولم يسمع بإصلاحات التربية جوابه أثار استغرابنا كثيرا خصوصا وأن هذا الموضوع قد أثارته مختلف وسائل الإعلام الوطنية ليواصل حديثه إلينا قائلا إن كل ما يدور في قطاع التربية الوطنية لا يهمه رغم أن عنده أبناء متمدرسون والسبب أنه على يقين أن مستوى التعليم في الجزائر يسير من السيء إلى الأسوأ ولا تجدي أي إصلاحات نفعا وحسبه هو يرسل أبناءه للمدرسة من أجل تحصيل شهادة تكون لهم سلاحا في المستقبل وليس من أجل تلقين تعليم عال ذو مستوى مثلما هو حاصل في باقي دول العالم.
خالد أحمد: الحكم على الإصلاحات سيكون بعد انطلاق الدروس ولإثراء موضوعنا أكثر ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالسيد خالد أحمد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ والذي أكد لنا بدوره أن الأولياء متخوفون من مخططات وزيرة التربية وهم محقون في ذلك ولكنه وحسبه لا يجب استباق الأحداث والتخوف من شيء يمكن أن يعود بالفائدة على المدرسة الجزائرية فنتائج الإصلاحات ستظهر جليا مع الانطلاق الفعلي للموسم الدراسي وبداية تقديم الدروس وهناك يمكن للمختصين الحكم على الإصلاحات وإبداء رأيهم فيها وعن الكتب الجديدة أكد لنا السيد خالد أنه سيتم عرضها على لجان مختصة في البرامج الدراسية وهي من ستبدي رأيها بالإيجاب أو السلب في محتويات الكتب الجديدة.