ضمن إطار فعاليات مليونية "أحد الشهداء" الذي دعت إليه الشباب المعتصمون بميدان التحرير، أدى مئات آلاف المتظاهرين الموجودين صلاة الغائب على الشهداء الذين سقطوا خلال "ثورة اللوتس" المصرية، وذلك بعد أن أقام المسيحيون في الميدان قداس الأحد· وأنشد الجميع معا النشيد الوطني وهتفوا برحيل النظام قائلين: "القرآن والإنجيل·· بيطالبوك بالرحيل"، وشدد المتظاهرون على بقائهم في الميدان حتى تحقيق مطالبهم بغض النظر عن أي نتائج للمفاوضات التي تجريها قوى سياسية لا تحقق طموحهم· وبدأت مظاهر الحياة الطبيعية في المناطق المحيطة بميدان التحرير تعود تدريجياً، وانتشرت قوات مشاة من الجيش في مداخل ومخارج الميدان، وحولت مسارات الدخول والخروج إلى بعض المداخل· وفي الصباح أدى متظاهرون مسيحيون قداس الأحد بوسط الميدان، وسط حضور مكثف للمتظاهرين المسلمين الذين أحاطوا بهم ورفعوا المصاحف والصلبان وتشابكت أيديهم معا· وعقب القداس أنشد المسيحيون ترنيمة بها دعوات ب"حفظ الوطن"، وقالوا فيها: "بارك يا رب بارك بلادي·· ونزّل المطر واحفظ بلادي"، ثم هتف الجميع: "القرآن والإنجيل·· بيطالبوك بالرحيل"· كما أنشد المتظاهرون النشيد الوطني المصري، ثم توجه المتظاهرون نحو مسجد عمر مكرم لأداء صلاة الغائب على "الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة المصرية"· وبعد أن صلى المتظاهرون صلاة الظهر بوسط الميدان، قاموا لأداء صلاة الغائب، ودعوا دعاءً مطولا للشهداء ولمصر، وبعد الصلاة بدأت الهتافات التي غلبت عليها مشاعر الوحدة الوطنية، ومن بينها: "قول يا محمد قول يا بولس·· ثورة في مصر ثورة في تونس"، "قبطي ومصري كلنا واحد·· إيدنا واحدة ومطلب واحد"، "وحدة وحدة وطنية·· ضد حكومة الحرامية"·· كما انتقد المتظاهرون تصريحات رئيس الوزراء المصري "أحمد شفيق"، وشددوا على بقائهم حتى تحقيق مطالبهم، وهتفوا: "مش هنمشي·· هوا يمشي"، "إحنا قاعدين في التحرير·· مطلبنا هو التغير"· كما انتقد متظاهرون التقليل الرسمي من أعدادهم وقدرتهم على إحداث تغيير، ونالت هتافاتهم من التليفزيون المصري الرسمي مطالبين إياه بالنزول للميدان ونقل الصور الحقيقية منه، وقالوا: "الكذب حصري·· على التليفزيون المصري"·