ستقوم الجزائر بعقد مفاوضات مع نظيرتها إيطاليا من أجل إيجاد فرص وأجواء تسمح بإعداد مشروع من شأنه تسهيل منح التأشيرة لرعايا البلدين وذلك خلال شهر مارس المقبل حسب ما كشف عنه بيان لوزارة الشؤون الخارجية· وأكد الطرفان الممثلان من طرف كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج حليم بن عطا الله الذي حلّ بإيطاليا منذ السبت المنصرم للوقوف عند انشغالات الجالية الجزائرية هناك، وكاتبة الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية ستيفانيا غابريييلا انستازيا كراكسي خلال لقاء في روما جرى أمس الأول أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية في تراجع ملحوظ، فيما اعترف الطرفان عن ارتياحهما للتطبيق الجيد لاتفاق إعادة القبول المبرم بين البلدين· وعلى صعيد آخر أعرب الجزائريون المقيمون في إيطاليا لكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج عن رغبتهم في إعداد ميثاق للحقوق والواجبات يسير العلاقة بين الجالية الوطنية المقيمة في الخارج والدولة من أجل توضيح وتطبيع هذه الأخيرة· كما أوضح كاتب الدولة أن عددا كبيرا من الجزائريين المقيمين في إيطاليا يرغبون في وجود رؤية للدولة اتجاه جاليتها من أجل التكفل بها لاسيما من الجانب المعنوي وذلك في سياق التقدم والتغير الذي تشهده المنطقة وتكييف علاقة الجالية ببلدها الأصلي· مضيفا أنه نظرا لاندماجها في المجتمع الإيطالي فإن "جاليتنا على العموم لا ترغب أن ينظر لها في الجزائر كمصدر للمشاكل بالنسبة للبلاد أو كأنها تطالب بمزايا من الدولة الجزائرية -يضيف البيان-· وبخصوص الجوانب الأكثر خصوصية، أشار كاتب الدولة أن عددا من المواطنين الناشطين في المجال الاقتصادي يرغبون في إقامة شباك موحد للجالية خاص بهؤلاء الذين يرغبون في العودة إلى البلاد والإستثمار فيها· وفي هذا الإطار أشار أن هذه الوسيلة ستسمح لأعضاء الجالية الراغبين في ذلك من تقديم خبرتهم المكتسبة ومهاراتهم إلى الجزائر لاسيما في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما أن إيطاليا تحظى بمهارة كبيرة في هذا القطاع· من جهة أخرى، أشار بن عطا الله أنه نظرا للتنصيب الأخير الذي قامت به الجالية مؤخرا فإن النسيج الجمعوي الذي أنشأه الجزائريون المقيمون في الخارج هو قيد التأسيس، ومن أجل جعل هذا النسيج "كثيف ونشطا" طلب مسؤولو عدد من الجمعيات دعما من الدولة خاصة من الناحيتين التنظيمية والمادية، كما دعا بن عطاء الله إلى ضرورة توفير تكفل ثقافي وتربوي لشبان الجالية حتى لا ينصهروا كليا في المجتمع الإيطالي، مُضيفا أن أعضاء الجالية يطالبون بمزيد من الفضاءات الثقافية ومنح تسهيلات حتى يتمكن الشباب من الحفاظ على العلاقات التي تربطهم ببلدهم الأصلي، موضحا أن الجزائريين المقيمين بإيطاليا ألحوا على ضرورة فتح خط بحري مع إيطاليا من أجل تسهيل التبادلات مع بلدهم· وبخصوص الجمعيات الناشطة في المجال الديني، أشار كاتب الدولة إلى أن هذه الجمعيات اقترحت أن يكون هناك دعم من الدولة لاسيما من خلال إرسال أئمة إلى جانب توفير تأطير على الصعيد الاجتماعي والديني· ولدى تطرقه إلى مشروع إنشاء مجلس استشاري لأعضاء الجالية الوطنية بالخارج أوضح بن عطاء الله أن الجزائريين المقيمين بإيطاليا يريدون أن لا يكون تمثيلهم قليل كونهم يشكلون أقلية مقارنة بالجزائريين المقيمين في بلدان أخرى· من جهة أخرى، أخبر بن عطاء الله أعضاء الجالية الوطنية بإنشاء هيكل يتكفل بتأمين الجنازات· وبخصوص مسألة معادلة الشهادات أشار كاتب الدولة إلى ضرورة تعجيل إجراءات الاتفاقات بين الجزائر وإيطاليا، مؤكدا أن الجالية الجزائرية المقيمة بإيطاليا تضم حوالي 26000 شخص معظمهم مستقرين شمال البلاد، مكونون من إطارات وفئة كبيرة من الأشخاص الذين يعيشون في ظروف اقتصادية غير مستقرة·