تزايد غير مسبوق لمشاريع الاستيطان هكذا ينتقم بني صهيون من الديمغرافيا الفلسطينية قال الخبير العسكري الصهيوني ألون بن دافيد إن المعطيات الرقمية الفلسطينية تثير قلق الإسرائيليين لأن عدد سكان قطاع غزة تجاوز حاجز المليونين وهم ينضمون إلى 2.9 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وهناك 1.786 مليون عربي يعيشون داخل الاراضي المحتلة. كما اعتبر أن ذلك يعني أن دولة الكيان تواجه 6.68 ملايين فلسطيني يعيشون بين الأردن والبحر المتوسط مقابل 6.419 ملايين يهودي يعيشون في إسرائيل وهو ما يعني وجود أغلبية عربية وهذه الأرقام يجب أن تشكل قلقا على مستقبل الكيان كدولة يهودية. وذكر أن التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية حول عملية القدس الأخيرة -التي قتل فيها إسرائيليان- لم تذكر أن منفذها لديه الدوافع الكاملة لتنفيذ ذلك الهجوم رغم أنه يمتلك تاريخا طويلا من العنف والتحريض . وأضاف أن منفذ عملية القدس الأخيرة كغيره من سكان القدس رأى في نفسه حارسا للحرم القدسي وممثلا لكل المسلمين في العالم في مواجهة اليهود الذين يهددون هذا المكان المقدس ويحاولون السيطرة عليه وهناك المئات مثله إن لم يكن أكثر فالفلسطينيون المقدسيون لديهم فائض كراهية تجاه اليهود ويواصلون حملات التحريض على العنف ولديهم جميعا بطاقات هوية زرقاء مقدسية. وأشار إلى أن جهاز الأمن العام (الشاباك) ربما أغفل مؤشرات كانت ستساعده في الوصول إلى منفذ العملية قبل قيامه بها لكن النقطة الأكثر إزعاجا لأجهزة الأمن تتمثل في السرية التي حصل بها على السلاح. لكن الأخطر -بحسب بن دافيد الوثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية- أنه لم يوقفه أو يعترضه أي حاجز عسكري إسرائيلي طوال الطريق وهو يحمل هذا السلاح مما سهل عليه دخول القدس ببطاقات سيارة صفراء تابعة للاحتلال ولم يكن أمامه من مهمة سوى اختيار مكان إطلاق النار على االصهاينة الذين يدفعون ثمن سيطرة الدولة على العشرات من القرى والبلدات الفلسطينية. وفي الأثناء ولمواجهة هذا النمو الديمغرافي فان بني صهيون ينتقمون على طريقتهم فلقد كشف تقرير أصدرته منظمتا (عير عميم) و(السلام الآن) الإسرائيليتان عن تزايد عدد المستوطنين اليهود في الأحياء الفلسطينية بمدينة القدس بنسبة 40 خلال السنوات السبع الماضية. ونقل موقع ويللا عن التقرير أن عدد الوحدات السكنية اليهودية في هذه الأحياء تضاعف مقابل إخلاء 68 عائلة فلسطينية وأن هناك ثلاثمئة عائلة أخرى تعيش تحت تهديد الإخلاء قريبا. وذكر التقرير أنه منذ عام 2009 ارتفع عدد المستوطنين اليهود في البلدة القديمة من القدس بنسبة 70 فيما زاد عدد عمليات البناء الجديدة في شرقي القدس بنسبة 39 مما يشير إلى تدخل المؤسسات الحكومية في الاحتلال لتفعيل الاستيطان اليهودي بحي بطن الهوى في منطقة سلوان المقدسية. ومنذ انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة عام 2009 كان هناك 102 مرفق يسكن فيها ألفا مستوطن ومنذ ذلك العام تم إضافة أربعين مرفقا آخر يقطنها 778 يهوديا وهناك 31 من المرافق الجديدة موجودة في منطقة الحوض المقدس التاريخي. ويتضح من هذه المعطيات أن 68 عائلة فلسطينية تم إخلاؤها من بيوتها داخل القدس ستون منها في حيي الشيخ جراح وسلوان وثمان أخرى بالحي الإسلامي 55 منها تم إخلاؤها في العامين الأخيرين. وذكر التقرير أن الموازنة التي توفرها وزارة الإسكان لحماية المستوطنين اليهود في القدس ارتفعت من 37 مليون شيكل في 2009 إلى 82 مليون شيكل حاليا (الدولار يساوي 3.8 شيكلات) بحيث وصلت تكلفة الإجراءات الأمنية للمستوطن اليهودي الواحد في القدس 2750 شيكلا في الشهر الواحد. وأوضح التقرير أن المستوطنين اليهود يسعون إلى تحويل الحي الاستيطاني في بطن الهوى ليصبح المرفق الاستيطاني الأكبر بالبلدة القديمة من القدس مما يتسبب في اقتلاع أكثر من مئة عائلة فلسطينية من المكان وهي سياسة متبعة للعقاب الجماعي من قبل الاحتلال تجاه السكان الفلسطينيين في شرق القدس. وأكد تقرير المنظمتين أن الإجراءات الاستيطانية في سلوان وقرب البلدة القديمة في الحرم القدسي -بدعم ورعاية من السلطات الرسمية الإسرائيلية- تعمل على تصعيد النزاع في المدينة بينالصهاينة والفلسطينيين وتزيد الإحباط واليأس في صفوف الفلسطينيين وتباعد فرص التوصل إلى حل سياسي.