هو نوع من السرقة يفتعل فيه أشخاص شجارا مع مواطن أو مواطنين آخرين، ثمّ، وفي خضم العراك يسحبون منه محفظته أو حقيبته أو يختلسون من جيبه نقوداً، أو أكثر من ذلك، قد يختلقون سيناريوهات طويلة عريضة للحصول على غرضهم. قد يفتعل البعض، ليس شجاراً فحسب، بل قصّة محكمة التفاصيل لا يشك معها الضحية في شيء، حيث يفقدونه تركيزه، ويجعلونه يفكر في أمر فيما يتفرغون هم للسرقة والنهب، وهو ما حدث مع رسيم في محطة موريس أودان، حيث أنه، وفيما كان ينتظر سيارة أجرة اقترب منه مواطن وسأله عما إذا كان يملك سيجارة، فأجابه بالنفي لأنه لا يدخن أصلا، لكن المواطن ادعى أنه لم يستسغ الأمر، وطالب رسيم بأن يكلمه باحترام وأن لا ينظر إليه باحتقار بمجرد أنه طلب منه سيجارة، فاستغرب رسيم ردة فعله، لكنه مع ذلك عذره، وقال بينه وبين نفسه، ربما نقص مفعول السيجارة جعله سريع الغضب وأفقده التحكم في أعصابه إلى درجة صار فيها غير قادر على التحكم في نفسه، فقال له رسيم إن كان محتاجا فعلا إلى أن يدخن فهو مستعد لأن يتجه معه إلى أقرب بائع سجائر ويشتري له واحدة، فازداد المواطن غضباً وثار في وجهه، وقال له إنه ليس متسولا، وإنه لم يطلب منه سيجارة إلاّ لأنه لا يستطيع التنقل لشرائها، حتى لا يضيع سيارة الأجرة، وزاد على ذلك بأن شتمه وسبّه أمام الملأ، فغضب رسيم وردّ عليه، حتى وصل الأمر بينهما إلى الاشتباك بالأيدي، فتجمع المواطنون حولهما وفرقا بينهما بعد جهد جهيد، ورغم أنّ رسيم قد أحسّ خلال العراك بأيد تتلمس جيبه، إلا أنه لم يعر الأمر اهتماما، أو بالأحرى لم يكن قادرا على تفحص جيوبه لأنه كان في أشد الغضب ولم يدرك حقيقة الأمر إلاّ بعد أن انتهى كل شيء، فتفطن إلى أن هاتفه النقال ونقودا كانت بحوزته قد اختفت، لكنه لم يستطع عمل شيء، وحتى خصمه كان قد اختفى بين الجموع. آخرون لا يكتفون باختلاق شجارات ولكن حوادث مرورية، حيث يفتعلون اصطدامات ليستولوا على الغير، وهو ما حدث لمروان الشاب الذين قص علينا كيف سُرقت منه سيارته بعدما كان في الطريق السريع المؤدي إلى زرالدة، وكانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، وكان سينعطف نحو اليمين قبل أن تصدمه سيارة من الخلف، ورغم أنّ الصدمة لم تكن خطيرة، إلاّ أنه رأى السيارة الأخرى قد توقفت فتوقف، وعندما نزل ليتفقد الأضرار، فوجئ بثلاثة شبان يخرجون من السيارة ويتجهون إليه، فشك في أمرهم لكن لم يكن قادرا على العودة إلى السيارة أو الهرب، حيث كانوا قد اقتربوا منه وما إن وصلوا إليه حتى أخرج أحدُهم عصا وضربه بها على رأسه، ولم يفق إلاّ وأحد المواطنين الذين مروا من المكان يوقظه فعرف أنه تعرض إلى سرقة سيارته عن طريق اختلاق حادث مرور. ولا يقتصر الأمر على الذكور، بل حتى النساء قد يكنّ البطلات في عمليات السرقة تلك، ففي قاعة شاي فاخرة بوسط مدينة الجزائر، تعرضت مروى (23 سنة) والتي كانت رفقة خطيبها إلى عملية اختلاس، حيث كانت تحمل مشروبات، ثم قامت إحدى الفتيات بعرقلتها مما جعلها تُسقط تلك المشروبات عليها، فانزعجت الفتاة وشتمتها، فردت مروى عليها، ودخلت الفتاتان في ملاسنات كلامية، انتهت بأن تهجمت إحداهما على الأخرى، واشتركت في العراك فتيات أخريات كنّ جالسات بعيدات نوعا ما عنهن، ما جعل خطيب مروى يحاول الحيلولة بينهن وإيقافهن، ثم وفجأة توقفت جميع الفتيات عن العراك وخرجن الواحدة تلو الأخرى، وعندما عادت مروى إلى الطاولة التي كانت تجلس بها لم تجد لا حقيبتها ولا شيئاً آخر، وكانت كل الفتيات أو أغلب من شاركن في تلك المعركة قد غادرن القاعة، وحتى النادل أخبر مروى أنه لا يعرفهن، ولم يسبق له وأن رآهن، ولا شكّ أنهن لن يعدن.