الكتاب الديني محقور في الجزائر ** دعوة للنهوض بالقطاع الديني ومواجهة التسويق المذهبي الأجنبي دعا باحثون ومسؤولون أمس السبت بالجزائر إلى (إعادة النظر في المنظومة الدينية) من خلال (النهوض) بقطاع النشر في المجال الديني و(ترقية التعريف الإعلامي) بالفكر والأعلام الدينية الجزائرية وكذا (الإستثمار في المدرسة) الجزائرية وأقر الباحثون والمسؤولون بأن الكتاب الديني (محقور) في الجزائر حيث يعتمد الجزائريون أساسا على الكتاب الديني المستورد مع ما يحمله ذلك من مخاطر على مرجعيتهم. وحثّ المدير الفرعي بوزارة الشؤون الدينية عيسى ميقاري -في ندوة حول (الكتاب والهوية) نظمت على هامش الطبعة ال21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب- على تأطير جاد وتحرك على مستوى كل المؤسسات من أجل النهوض بالقطاع الديني في الجزائر ومواجهة (التسويق المذهبي القادم من الخارج). وأشار المتحدث إلى أن الوزارة كجهة مسؤولة عن الشأن الديني (تقوم بمهمتها) في إطار جهودها الهادفة ل(تحصين المساجد) و(مراقبة ما يستورد من كتب دينية) و(ما يبث في القنوات من بضاعة دينية) ومن خلال أيضا ما تنشره الوزارة من مؤلفات في المرجعية الدينية والثقافية الجزائرية. وشدّد من جهته الباحث في علوم التربية بكير حاج سعيد على (إلزامية إعادة النظر) في المنظومة الدينية من خلال (الإستثمار) في المدرسة الجزائرية وكذا تأسيس مراكز دينية لتكون أقطابا حضارية تعبر عن الهوية الوطنية على غرار (الأزهر) في مصر و(الزيتونة) في تونس. واعتبر أن من أهم أسباب (غزو) الكتاب الأجنبي بما فيه الديني يكمن في (نقص تقدير الذات) موضحا أن (74 بالمائة من أربع كتب مدرسية في مرحلة المتوسطة تعود لمؤلفين غير جزائريين وأن 63 بالمائة من مضمون نصوصها تتعلق بشخصيات غير جزائرية). وتأسف الإعلامي محمد بغداد ل(ضعف استراتيجيات التسويق الإعلامي) للفكر الديني الجزائري وأعلامه عبر التاريخ وكذا مساهمة الجزائريين في الحضارة الإسلامية مضيفا من جهة أخرى أن حجم الكتاب الديني الفقهي الجزائري في الدورات الخمس الأخيرة لصالون الجزائر الدولي للكتاب (لم يتجاوز 0.5 بالمائة). وأعرب من جهته التوهامي مجوري من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين استيائه ل(غياب سياسة كتاب) بالجزائر بما فيها المتعلقة بالكتاب الديني معتبرا أن الشباب الجزائري (ضحية فراغ روحي جعله لا يعرف ماذا يريد) وخصوصا في ظل (غياب تعبئة مجتمعية كاملة) تجمع التربية والثقافة وغيرها من القطاعات. وتستمر فعاليات الطبعة ال21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة إلى غاية الخامس نوفمبر المقبل بتنظيم العديد من الندوات الفكرية المتعلقة بالأدب والتاريخ والشؤون الدينية. دعوة إلى ترقية الكتاب الديني الجزائري أجمع أكاديميون وباحثون في ندوة بالجزائر العاصمة يوم الجمعة ضرورة (ترقية) الكتاب الديني الجزائري ذي (المرجعية الثقافية الوطنية) في ظل الحضور الطاغي للكتاب المشرقي. واعتبر بوزيد بومدين مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف -في ندوة حول دور الوزارة في إحياء التراث الديني الجزائري نظمت على هامش الطبعة ال21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب- أن سطوة الكتاب الديني المشرقي (لا تزال تطرح إشكالا) معتبرا أن الناشر المشرقي يتميز عن نظيره الجزائري بكونه يقدم كتبا ذات (نوعية جيدة) وب(أثمان مقبولة) كما يروّج لمنشوراته عبر وسائل الإعلام. وقدم بومدين في هذا الإطار عددا من الحلول بينها أن يكون (20 بالمائة) من الكتب التي تقتنيها الجامعات الجزائرية سنويا بما فيها الدينية جزائرية وأن (يساهم صندوق دعم الكتاب) لوزارة الثقافة في طبع الكتاب الديني الجزائري. واعتبر من جهته موسى اسماعيل من جامعة الجزائر 1 أن المنتوج الديني الجزائري (قليل مقارنة بالمشرقي ولكنه أكثر عمقا) داعيا ل(الإهتمام أكثر) برجال الدين الجزائريين و(التعريف بهم لدى الجمهور) على غرار عبد الرحمان الخضري البسكري والشيخ محمد بن يوسف السنوسي التلمساني. ودعا محمد إيدير مشنان من جامعة الجزائر 1 ومدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ل(عدم التخوف) من الكتاب الديني المشرقي خصوصا في ظل العولمة والأنترنت مضيفا أن الحل هو في (ترقية الكتاب الديني المحلي) والإهتمام بالرموز الجزائرية(. وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد أصدرت 86 عنوانا في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 في المرجعية الدينية الجزائرية الأصيلة تتناول -بالإضافة إلى الدين والعقيدة- مجالات فكرية أخرى على غرار التاريخ والعمران والسير والتصوف. من الأساطير الصهيونية إلى المأساة الفلسطينية في صالون الجزائر صدر كتاب جديد باللغة الفرنسية للكاتب الصحفي الشريف عبد الدائم بعنوان (من الأساطير الصهيونية إلى المأساة الفلسطينية) عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار حسب ما علم أمس السبت من مؤلفه. وسيعرض الكتاب الجديد من 405 صفحات اليوم الأحد (30 أكتوبر) للبيع بالإهداء من طرف المؤلف بالصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة في طبعته الواحدة والعشرين. ويتطرق كتاب (من الأساطير الصهيونية للمأساة الفلسطينية) الذي يؤكد الاهتمام الذي يُوليه المؤلف للقضية الفلسطينية إلى تاريخ ومراحل وثنايا الصراع الصهيوني الفلسطيني كما يفند الأكاذيب والأساطير وبعض الخرافات ويكشف الوحشية والممارسات الصهيونية من أجل سلب حقوق وأراضي الفلسطينيين كشعب وكيان وأفراد.