أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي مساء أول أمس بالجزائر العاصمة أن القانون حول نشاطات و سوق الكتاب الذي صادق عليه البرلمان خلال 2015 سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من سنة 2016.وأوضح الوزير على هامش زيارته لصالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال 20 إلى أن "النصوص التطبيقية للقانون المتعلقة بنشاطات وسوق الكتاب توجد في طور الإستكمال " .ويحدد القانون مسؤولية الفاعلين في مجال الكتاب (ناشرين و كتاب وأصحاب المكتبات) المعنيين بنشر وتوزيع الكتاب.كما تهدف إلى إرساء استراتيجية كفيلة ببعث و تطوير الصناعة الوطنية للكتاب و الإبداع الأدبي. في هذا الصدد دعا الوزير الناشرين ووسائل الإعلام إلى الاستثمار في ترقية الكتاب بهدف "ضمان مزيد من الاهتمام بالأدب الجزائري على الساحة الوطنية".وحث الناشرين على تنصيب "لجان قراءة" لتفادي الأخطاء الواردة في المؤلفات. في حديثه عن كتب الأطفال أشار الوزير إلى أن دائرته الوزارية تجري "مشاورات مع شركائها من أجل استكمال نصوص تطبيقية في الجزء المتعلق بالكتاب المدرسي". وعن الطبعة ال20 لصالون الجزائر الدولي للكتاب اعتبر السيد ميهوبي أن جائزة أسيا جبار التي منحت في إطار هذا الحدث الأدبي قد زادت من أهمية هذه الطبعة. ويشارك في هذه التظاهرة الثقافية التي ستختتم فعاليتها اليوم السبت أكثر من 900 عارض من 53 بلد. ضعف التوزيع يعيق المقروئية ويشجع النشر بالخارج شهدت العشريتان الأخيرتان توجه الكثير من الأدباء والكتاب الجزائريين إلى دور النشر في الخارج وخصوصا المشرقية منها والفرنسية لإصدار أعمالهم رغبة منهم في توسيع دائرة المقروئية والتطلع نحو عوالم إبداعية جديدة وامتيازات أخرى لا يوفرها عادة الناشر الجزائري.ويبرز من بين هؤلاء أدباء وباحثون أكاديميون تتنوع كتاباتهم بين الإبداع الأدبي والعلوم الإنسانية وغيرها من مجالات العلوم وفي مقدمتهم روائيون شباب يرغبون في سلوك درب أحلام مستغانمي الأديبة التي انطلقت شهرتها من بيروت وتعتبر حاليا من أهم الروائيات العربيات.ويعتبر الروائي واسيني الأعرج -الذي سبق له وأن نشر إبداعاته ببيروت ودمشق وعمان ودبي ونال العديد من الجوائز العربية- أن المسألة "إيجابية" كونها "تمنح الإبداع الجزائري فرصة تخطي الحدود" نحو المشرق وفرنسا مشيرا من جهة أخرى إلى أن الكتاب الجزائري لا يخرج عادة من الدائرة الوطنية نظرا ل"محدودية حركية توزيعه وبالتالي محدودية مقروئيته وقلة الإهتمام به".ويدعو واسيني -الذي يشارك حاليا بصالون الجزائر الدولي ال20 للكتاب بروايته الجديدة "2084 .. حكاية العربي الأخير"- الأدباء الشباب لعدم الإكتفاء بالنشر في الجزائر والتطلع الى عوالم أخرى تقدم النجاح مشددا على أن وصول النص الجزائري إلى الخارج دليل على أن له "قيمة أدبية وثقافية".ويقول من جهته الروائي أمين الزاوي -الذي نشر مؤلفاته بالجزائر وباريس وبيروت والعديد من العواصم العربية المعروفة بصناعة الكتاب- أن سبب لجوء هؤلاء الأدباء للمشرق يكمن في أن الدور الجزائرية "محلية جدا" وأن الكتاب في الجزائر بمثابة "منشور وتسويقه يواجه عراقيل لا حدود لها" وهذا ما جعل بعض هذه الدور تعمل على إقامة شراكات مع ناشرين مشارقة لأجل الترويج لكتبها. للكتاب الجزائريين "فضل على صناعة الكتاب الأردنية"
ترى الشاعرة الشابة حليمة قطاي أنه "في غياب حركية التوزيع والمقروئية القليلة وغياب الإهتمام بالأديب الجزائري" فإن هذا الأخير"يتطلع عادة للإنفتاح على فضاءات أخرى" معتبرة أن هذا الأمر طبيعي و"يخدم" الأدب الجزائري بتمكينه من التعرف عليه.