قال ابن القيم _رحمه الله- : وتمام الكلام في مسائل المصائب والمحن يتبين بأصول نافعة جامعة: الأول: أن ما يصيب المؤمنين من الشرور دون ما يصيب الكافرين. الثاني: أن ما يصيب المؤمنين مقرون بالرضا والاحتساب فإن فاتهم فمعوَّلهم على الصبر وعلى الاحتساب وذلك يخفف البلاء بلا ريب. الثالث: أن المؤمن محمول عنه بحسب طاعته وإخلاصه ووجود حقائق الإيمان في قلبه بحيث لو كان شيء منه على غيره لعجز عن حمله وهذا من دفع الله عن عبد المؤمن. الرابع: أن محبة الله إذا تمكنت في القلب كان أذى المحب في رضا محبوبه مستحلى غير مسخوط. الخامس: أن ما يصيب الكافر والفاجر من العز وتوابعه مقرون بضده. السادس: أن ابتلاء الله لعبده المؤمن كالدواء يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته أو نقصت ثوابه. السابع: أن ذلك من الأمور اللازمة للبشر. الثامن: أن لله في ذلك حكمًا عظيمة معروفة. التاسع: أن ذلك من الابتلاء والامتحان الذي يظهر به الصادق من الكاذب. العاشر: أن الإنسان مدني بالطبع ولابد من الاختلاط واختلاف التصورات والإرادات التي تنشأ عنها كثير من الأكدار والمؤمن مأمور أن يقوم بوظيفته فيها وذلك مما يهون المصيبة. الحادي عشر: أن البلاء الذي يصيب العبد لا يخرج عن أربعة أقسام: إما أن يكون في نفسه أو في ماله أو في عرضه أو في أهله ومن يحب والناس مشتركون في حصولها فغير المؤمن التقي يلقى منها أعظم مما يلقى المؤمن كما هو مشاهد.