أكثر المتشائمين بمشاركة المنتخب الوطني في دورة الغابون قبل انطلاقتها لم يتوقعوا الطريقة التي سيخرج بها الخضر من البطولة لكنه حدث في النهاية المنتخب الجزائري المدجّج بالنجوم المتألقة في أوروبا ودّع الغابون في دور المجموعات خروج طرح العديد من التساؤلات عن أسبابه وعن المرحلة القادمة والتي ستشهد العديد من التغيرات خاصة بعد نية الحكومة الجزائرية فتح تحقيق عن أسباب هذا الإخفاق. يرى الكثير من التقنيين أن هناك عدة أسباب عجلت بعودة المنتخب الجزائري مبكرا من الغابون. وأهم هذه الأسباب غياب الروح الوطنية لدى الكثير من اللاعبين وقد تجلى ذلك واضحا من خلال الأداء النسوي لبعض الأسماء الذين يدافعون باستماتة عن ألوان نواديهم في أوروبا فيما لم يبللوا حتى قمصانهم في دورة الغابون الأمر الذي يشكل سابقة خطيرة في تاريخ المنتخب الوطني. إضافة الى العامل السالف ذكره هناك عوامل أخرى ساهمت في إقصاء الخضر من العرس القاري بالغابون في الدور الأول منها تعاقد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مع المدرب الصربي راييفاك والذي لم يعمّر طويلا بعد رفض اللاعبين التعامل معه مما جعل الاتحادية تتعاقد مع المدرب السابق للخضر جورج ليكنس الذي أظهر فشله وعقمه التكتيكي مع عدة منتخبات مثل الجزائر وتونس هذا الأمر كان من الأسباب المباشرة لإقصاء المنتخب الجزائري خاصة بعد فشله في تصحيح أخطاء الفريق بعد كل مباراة . عامل آخر ساهم في خروج الجزائر من دورة الغابون يتمثل في ضعف خط الدفاع فمنذ اعتزال مجيد بوقرة وابتعاد رفيق حليش عن مستواه لم يجد المنتخب الجزائري مدافعين يصلحان للدفاع فرغم وجود أسماء جيدة في هذا المركز محليا وفي أوروبا لكن لم ينجح أي مدرب في إيجاد توليفة دفاعية مناسبة للخضر هذا الضعف جعل المحاربين قاب قوسين أو أدنى من أن يخرجوا من حسابات التأهل الى مونديال روسيا 2018. وهناك عامل رابع في نظري الخاص ساهم في الخروج المبكر للخضر من دورة الغابون يتمثل في رئيس الاتحادية الجزائرية الذي قام بعمل جبار ونجح في عودة الجزائر الى الواجهة الكروية العالمية في 2010 و2014 قام بهدم كل ما بناه بسبب قراراته الارتجالية وتدخله في الأمور الفنية للمنتخب مما جعل المدربين وحيد خاليلوزيش وكريستيان جوركوف يستقيلان من تدريب المحاربين وزد على ذلك تهميشه وإقصائه للعديد من اللاعبين المحليين المتألقين مثل رامي بن سبيعيني سابقا وفرحات زين الدين .. الخ كل هذا أثر على نتائج المنتخب الجزائري وجعله يتراجع في التصنيف العالمي دون نسيان إخفاقه في التتويج باللقب الإفريقي. والآن ماذا عسى أن يقوله روراوة بعد مهزلة فرانس فيل؟ الجواب سيلتزم الصمت إلا بعد مرور العاصفة حينا قد يطل علينا بإطلالة قد يقول فيها انتظروا المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم المقبلة (روسيا 2018) سنتأهل رغم صعوبة المأمورية الذي تنتظر الخضر ... روراوة والذي بلغ من العمر عتيا لن يطل علينا بإطلالة يتمناها كل الجزائريين: (أنا مستقيل من رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم) وهل تعرفون لماذا؟ لأن الرجل من طينة (رؤساء وحكام) القارة السمراء والعرب الميتمين بالكرسي وكما يقول المثل الجزائري العامي: (هنا يموت قاسي)... وحكاية قاسي من (الكرسي) أشبه بحكاية (آلف ليلة وليلة) لن يكفي هذا المقام لنرويها لكم لكن للحديث بقية إن كان للعمر بقية...