السفير الصحراوي بالجزائر يعلنها صراحة: ** * هذا سبب طلب المغرب عضوية الاتحاد الإفريقي.. قال السفير الصحراوي بالجزائر بشرايا حمودي بيون أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة إن المغرب مطالب باحترام ميثاق الاتحاد الإفريقي وإذا فعل ذلك ف أهلا وسهلا به في المنظمة القارية معتبرا أن الاحتلال أمامه في الوقت الراهن فرصة للتفاوض مع الصحراء الغربية لإيجاد الحل الشرعي للنزاع في الصحراء الغربية وحسب السفير الصحراوي أن النظام المغربي يتخبط على عدة أصعدة . جاء ذلك في لقاء إعلامي حول طلب المغرب للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي والأهداف من ورائه نشطه إلى جانب السفير الصحراوي الدبلوماسي الجزائري السابق عبد العزيز رحابي والأستاذ الجامعي في القانون الدولي بجامعة تيزي وزو عماري طاهر ايدين. وأرجع السفير الصحراوي طلب المغرب الانضمام إلى الاتحاد بعد 34 سنة من خروجه من منظمة الوحدة الإفريقية بحجة تواجد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ضمنها إلى الوضع الذي يتخبط فيه المغرب على عدة أصعدة متسائلا في ذات السياق عن إقدام المغرب على الانضمام للاتحاد الإفريقي في هذا التوقيت بالذات خاصة وأن الجمهورية الصحراوية تتواجد دائما ضمن المنظمة القارية كعضو كامل الحقوق. وأوضح الدبلوماسي الصحراوي في هذا الشأن إن المغرب محاصر في كل الاتجاهات بسبب سياسته بالصحراء الغربية التي يحتل أجزاء من ترابها مستشهدا هنا ببعض الأمثلة لهذه السياسة ك رفض المغرب لزيارة الأمين العام الأممي السابق بان كي مون إلى الأراضي الصحراوية المحتلة وإلى المغرب عرقلة مهمة المبعوث الأممي كريستوفر روس ورفضه لتشمل مهمة المينورسو مراقبة حقوق الإنسان إلى جانب ما جرى (خرق وقف إطلاق النار) بمنطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية مما يهدد بمواجهة عسكرية . وبعد أن طالب المغرب بوضع رزنامة لإجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي تحدث بشرايا حمودي بيون عن المحاولات المغربية الميؤوسة والفاشلة لفرض نفسه على الاتحاد الإفريقي بطرق غير شرعية كما جرى مثلا بقمة كيغالي التي قال بخصوصها أن الاحتلال حاول خلالها اقتحام المنظمة بالقوة إلا أن الاتحاد الإفريقي وقف له بالمرصاد . وأشار السفير الصحراوي إلى محاولة أخرى كما قال عشناها في قمة مالابو لكن مرة أخرى تصدى لها الاتحاد وترك المغرب ينسحب لوحده ولم تخرج معه أية دولة إفريقية بما فيها السينغال والغابون وكوت ديفوار . فالمغرب فشل بعد 34 سنة في سياسته الاستعمارية وعليه إن يحترم الأفارقة ويرجع إلى بيت الطاعة يضيف السيد بشرايا الذي اعتبر طلب المغرب بالانضمام إلى المنظمة القارية انتصارا وإنجازا عظيمين للصحراويين . وبخصوص الضجة التي يشنها الاحتلال المغربي على أن طلبه هذا انتصار له إفريقيا قال السفير الصحراوي أن كل هذا ما هو إلا موجة موجهة إلى الرأي الداخلي المغربي وفي بلد يعيش منذ أشهر بدون حكومة وفي وضعية داخلية لا يحسد عليها وسواء انضم أو لم ينضم إلى المنظمة القارية فإن المغرب لا يستطيع في أي حال من الأحوال تغيير ميثاق الاتحاد الإفريقي بشأن الحدود ... فهو مطالب باحترام الحدود المتوارثة عن الاستعمار -يضيف- .
انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي هو اعتراف بالجمهورية الصحراوية وبدوره أوضح الدبلوماسي الجزائري السابق عبد العزيز رحابي أن طلب المغرب بالانخراط ضمن الاتحاد الإفريقي هو اعتراف غير مباشر (في حد ذاته) بالجمهورية العربية الصحراوية متسائلا في نفس السياق عن إمكانية هذا الواقع الجديد في فتح حوار بين الصحراويين والمغرب وكذا عن إمكانية أن يشكل هذا (الاتحاد الإفريقي) فضاء يقرب بين الطرفين . غير أن السيد رحابي لم يستبعد بالمقابل أن تكون نية المغرب من وراء دخول المنظمة الإفريقية استراتيجية لإفراغ الاتحاد الإفريقي من محتواه . وشدد السيد رحابي بالمناسبة على أهمية أن يمتثل لأحكام ميثاق الاتحاد الإفريقي ومبادئه والتي من بينها مبدأ المساواة بين الدول أي ب معنى أنه لن يكون للمغرب حق أكثر من الجمهورية الصحراوية داخل المنظمة القارية إلى جانب مبدأ احترام الحدود المعترف بها عند الاستقلال . وأشار هنا إلى عدم اعتراف أي دولة لحد الآن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية . فلا بد للمغرب إذا أن يحترم حدوده لدى استقلاله عام 1956 والمعروفة دوليا . من جهته عالج أستاذ القانون الدولي عماري طاهر ايدين طلب المغرب من الناحية القانونية والإجرائية ويقول إنه حسب النظام الأساسي للاتحاد الإفريقي فهو انضمام وليس التصديق على النظام التأسيسي لأن المغرب لم يكن حاضرا في الأعمال التي أدت إلى اعتماد الإعلان التأسيسي. ومن هذا المنطلق كما قال فإن الأمر يتعلق ب انخراط دولة إفريقية في الاتحاد الإفريقي. واستعرض السيد عماري مبادئ الاتحاد الإفريقي التي قد تتعارض مع تواجد المغرب ضمن المنظمة القارية باعتبار أن المحتل المغربي لا يحترم الحدود الموروثة عند الاستقلال أو عن العهد الاستعماري وبالنظر لسياسته تجاه النزاع في الصحراء الغربية والتي قد تؤدي إلى تهديد السلم والأمن بالمنطقة الإفريقية ككل بما يتعارض مع أحد المبادئ الواردة في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي .