ينتشر عبر الشوارع ومختلف الأماكن العنف اللفظي يتحول إلى لغة تواصل لدى الجزائريين! أصبح العنف اللفظي السمة الغالبة على أسلوب تواصل البعض في كل مكان بكل ما يحمله من كلمات غير لائقة بعيدا عن الأسلوب المهذب في التواصل مع الآخرين والغريب في الأمر أن ذاك الكلام زحف الى مختلف الشرائح العمرية ولم يعد يقتصر على الشباب فقط بل صار الكل يظهرون عنفهم من خلال عبارات غير مهذبة ومن خلال السب والشتم وحتى المعايرة والتنابز بالألقاب كأمور حثّ ديننا على عدم إتيانها إلا أنها وللأسف أصبحت الأسلوب الحواري الأكثر استعمالا من طرف البعض أو بالأحرى اللغة المبتدعة التي يتقنها البعض. نسيمة خباجة صار أسلوب تواصل بعض الجزائريين يجسد طباعهم و قلقهم وعصبيتهم الزائدة بحيث يقابلنا العنف اللفظي أينما حلينا وأينما ولينا نظرنا عبر الأسواق في المحطات داخل المحلات بالمؤسسات والمصالح الإدارية عبر المستشفيات إلى غيرها من الأماكن عدا بيوت الله التي تغيب فيها مثل تلك الممارسات وهؤلاء الأصناف وإلا كانت الطامة الكبرى. غير ذلك صار العنف اللفظي ينتشر بأغلب الأماكن التي تستقبل الجمهور ونقول العنف اللفظي بكافة أنواعه سواء الكلمات النابية أو السب والشتم والتطاول حتى على سب الدين والله والعياذ بالله بحيث يتجرأ البعض على إتيان تلك المنكرات والأفعال المحرمة دون تأنيب الضمير أو وضع حد لتلك التصرفات الطائشة. الأسواق ...شرّ البقاع تكثر الصراعات عبر الأسواق بين الباعة أو حتى بين الباعة والمواطنين ما يجعل تلك الأماكن مشحونة في كامل الأوقات وينطلق المتعاركون إلى التفوه بالكلمات النابية الخادشة للحياء ما يعكس العنف اللفظي المنتشر بالأسواق وهي الظاهرة التي اشتكى منها المواطنون في الكثير من المرات على اعتبار أن الأسواق الجوارية هي مكان أساسي لتسوقهم واقتناء السلع التي يحتاجونها ما عبرت به السيدة سعاد بحيث قالت إن بعض الأسواق باتت مكانا للسلوكات المشينة والتفوه بالكلمات المخلة بالحياء حتى صار الدخول إليها مستعصيا على الكل بسبب مختلف الأصناف التي تجتمع بالسوق والاحترام هو عملة نادرة عبرها وللأسف وحل محلّه العنف والعراكات اللامتناهية بين التجار أنفسهم وبين التجار والمواطنين. المصالح الإدارية فضاء للملاسنات تكثر تلك السلوكات أيضا عبر المصالح الإدارية منها البلديات ومراكز البريد بحيث تندلع عراكات وملاسنات حادة بين الأعوان والمواطنين عادة ما يميزها العنف اللفظي بأقبح العبارات ما يجلب الحرج الى الكل دون ادنى اعتبار لحضور النساء والعجائز والشيوخ بحيث اختلط الحابل بالنابل وكأن اعوان الأمن لا وجود لهم بتلك المصالح حتى أنهم لا يمسكون بزمام الامور في الكثير من المرات بسبب حدة الصراعات المندلعة بين المواطنين او حتى بين المواطنين والأعوان بسبب سوء تفاهم بسيط يتحول الى مشاحنات وعراكات والظاهرة هي غريبة جدا بعد أن زحفت الى المصالح التي كان من الأولى ان يطبعها النظام والسلوكات الإيجابية التي تشعر الكل بالراحة أثناء دخولها. حتى المدارس لم تسلم من الآفة المؤسسات التربوية لم تسلم من الآفة وبات العنف اللفظي لغة التواصل بين التلاميذ بحيث أقحموا كلام الشوارع إلى الصروح العلمية فبعض المراهقون حفظوا تلك المرادفات عن ظهر قلب وأصبحت أسلوب حوارهم في الشارع والمدرسة على حد سواء وهو ما يشتكي منه المعلمون في كم من مرة بسبب تلك التصرفات الصادرة من بعض التلاميذ والتي تؤدي إلى انحراف سلوكاتهم وفقدان معايير الاحترام عبر المدرسة بسبب العنف اللفظي الذي شوه المدارس وهي ظاهرة دخيلة على المدرسة الجزائرية في الفترة الأخيرة ومست مختلف الأطوار التعليمية حتى مرحلة الابتدائي أما مرحلتي المتوسط والثانوي فحدث ولا حرج على اعتبار ارتباطهما بمرحلة المراهقة وطيش بعض التلاميذ وانسلاخهم عن معايير الاحترام واستبدالها بالسلوكات الطائشة مما أدى إلى انتشار تلك الآفات السلبية عبر المؤسسات التربوية.