انتهت أمس العهدة الأولمبية الثانية لرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة من خلال عقد الجمعية العامة العادية بالمركز التقني بسيدي موسى والتي من خلالها المصادقة وبالإجماع على الحصيلتين الأدبية والمالية على أن تعقد الجمعية الانتخابية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم المنعقدة بعد أسبوعين من الآن وكل الآراء ترشح الرئيس المنتهية عهدته محمد روراوة للعودة مجددا لقصر دالي إبراهيم مقر الفاف. وفي انتظار عودة (روراوة) مجددا سنختصر تاريخ الفاف وسنتناول في حلقتين جميع الشخصيات التي كان لها شرف رئاسة أكبر هيئة رياضية في الجزائر ونبدأ من حيث تأسست الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. 16 سبتمبر 1962 أول اجتماع تأسيسي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم أول اجتماع تأسيسي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم انعقد بتاريخ 16 سبتمبر 1962 بشارع العقيد عميروش بالجزائر العاصمة. وجاء هذا الاجتماع التأسيسي من أجل تنظيم المنظومة الكروية ببلادنا بعد أن كانت الرياضة في الجزائر ترضخ تحت المستعمر الفرنسي فتم اختيار تاريخ 16 سبتمبر 1962 لعقد هذا الاجتماع الذي كان بمثابة انطلاقة حقيقية لغد أفضل في تاريخ كرة القدم الجزائرية. حضر هذا الاجتماع العديد من الشخصيات الكروية آنذاك وفق التقسيم الجغرافي شرق وغرب ووسط فمن الغرب حصر كل من عبد الله ميلود وبن كحلة وحيد بن عمر ميلود ومن منطقة الشرق حضر الاجتماع كل من بن شيخ لفقون وبن ديب عبد المجيد محمد بودرسالة ومثل منطقة الوسط كل من جواد تشبون محمد بن هورة سكندراني بلقسام ومصطفى سكندراني وقسمان وندل الذي كان يشل منسق تقني برابطة الجزائر. وخلال هذا الاجتماع تم تحديد معالة كرة القدم الجزائرية منها تأسيس المنتخب الوطني تعيين تواريخ أدوار كأس الجزائر وتاريخ انطلاقة أول بطولة وطنية والتي كانت على شكل بطولة جهوية من أربع مجموعات وفق التقسيم الجغرافي. 21 أكتوبر 1963 تأسيس الفاف بعد 14 شهرا تقريبا عن أول اجتماع تأسيس للاتحادية الجزائرية لكرة القدم جاء تاريخ 21 أكتوبر 1963 الذي شكل بداية حقيقية في تاريخ كرة القدم الجزائرية وهو اليوم الذي تأسست في (الفاف) خلال الاجتماع المنعقد بمقر رابطة الجزائر لكرة القدم وحضر الاجتماع العديد من الشخصيات الكروية وفيه تم انتخاب الراحل محند معوش رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم فيما أتم تعيين محمد كسول نائب أول للرئيس فيما تم تعيين كل من بن عمر ميلود واحمد اجاوت ولفغون بن شيخ نواب الرئيس أما لخيال محي الدين فتم تعيين أمين عام للاتحادية. وفور قرار التأسيس انضمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى المحفل الدولي العالمي (الفيفا) وقد بارك رئيس الجمهورية آنذاك الراحل احمد بن بلة قرار تأسيس الفاف وأرسل برقية تهنئة إلى الرئيس المنتخب محمد معوش متمنيا للجميع مسار موفق في خدمة كرة القدم الجزائرية. من أكتوبر 1963 إلى أكتوبر 1969 الراحل الدكتور محمد معوش دامت فترة الراحل الدكتور معوش على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ست سنوات كاملة فبعد أن تم تجديد فيه الثقة لعهدة ثانية في عام 1966 وهذا بالإجماع في عام 1969 لقي حتفه في حادث سقوط طائرة في سماء الجماهيرية العربية الليبية. عرفت الكرة الجزائرية في عهد الراحل الدكتور معوش تقدما كبيرا فبعد مشاركة المنتخب الوطني في الألعاب الإفريقية ببرازافيل عام 1965 حقق المنتخب الوطني سنتين من بعد خطورة كبيرة بتأهله إلى الأدوار النهائية لكاس أمم إفريقيا التي جرت في مثل هذه الأيام من عام 1967 بإثيوبيا فحتى وإن أقصي زملاء حسن لالماس من الدور الأول إلا أن شبان الجزائر تركوا انطباعا حسنا بدليل اختيار لالماس ضمن أحسن اللاعبين في البطولة. من أكتوبر 1969 إلى جويلية 1973 محمد بن نونيش بعد الراحل الدكتور محمد معوش الذي دامت فترته إلى غاية 1969 خلفه السيد محمد بن تونيش حيث دامت فترة رئاسته للاتحادية أربع سنوات أي إلى غاية عام 1973. على عكس الراحل الدكتور معوش شهدت فترة بن تونيش تراجعا كبيرا للكرة الجزائرية على الصعيد القاري حيث فشل المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا عام 1970 كما أقصي في الدور الأول من مونديال المكسيك عام 1970. نفس الإخفاق سجله المنتخب الوطني في إقصائيات كأس أمم إفريقيا عام 1972 حيث خرج في الدور الأول أمام المنتخب المغربي بعد فوز المغرب في لقاء الذهاب 2/0 لم يجد الفوز المحقق في لقاء الذهاب نفعا لزملاء عبد الحميد صالحي. إخفاق (الخضر) خلال فترة الرئيس بن تونيش لم يقتصر فقط على إقصائيات كأس أمم إفريقيا بل كان في إقصائيات أولمبياد ميونيخ بخروجه في الدور الأول أمام المنتخب المالي بخسارته لقاء الذهاب ببماكو هدف لصفر وتعادل في الجزائر في لقاء الإياب بهدفين لمثلهما. من جويلية 1973 إلى ماي 1975 الدكتور بن عودة عمار لم يتقدم السيد بن عودة عمار إلى رابع انتخابات للاتحادية التي جرت في شهر جويلية من عام 1973 ففي ظل احتفالات الجزائريين بالذكرى الحادية عشر للاستقلال كان أعضاء الجمعية العامة للاتحادية على موعد مع انتخابات (الفاف) والتي فاز بها الدكتور بن عودة عمار احد الوجوه الرياضية المعروفة خاصة على مستوى منطقة الغرب الجزائري. الضربة الموجعة التي تلقاها الجمهور الرياضي الجزائري في ظرف قياسي (شهرين) على يد المنتخب التونسي عجلت بتقديم بن عودة عمار لاستقالته من على رأس ( الفاف). الضربة الأولى كانت إقصاء الخضر في أول دور تصفوي لكاس أمم إفريقيا التي جرت نهائياتها بإثيوبيا فبعد عودة المنتخب الوطني بتعادل ايجابي من تونس بهدف لمثله حلم التأهل إلى الدور الثاني تبخر بعد خسارة مرة بالجزائر 2/1. شهر من بعد تقريبا وفي يوم 11 ماي من عام1975 جسد المنتخب التونسي تفوقه على منتخبنا الوطني بقرضه التعادل بملعب 5 جويلية هدف لمثله في أول دور إقصائي لأولمبياد مونتريال نتيجة كان لها الأثر السلبي على رئيس الاتحادية بن عودة عمار حيث قرر تقديم استقالته. من أوت 1975 إلى جانفى 1978 عبد النور بقة قبل انتخاب عبد النور بقة رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في شهر أوت من عام 1975 أقصي الفريق الوطني من أولمبياد مونتريال بعد خسارته لقاء الإياب أمام المنتخب التونسي 2/1. جاء انتخاب عبد النور بقة على رأس (الفاف) خلفا للمستقيل عمار بن عودة ثلاثة أسابيع فقط قبل انطلاق دورة البحر الأبيض المتوسط ببلادنا الأمر الذي تطلب من القادم إلى مقر الفاف تسخير كل الإمكانيات للمنتخب من أجل طيّ إخفاقاته المتتالية في المنافسات القارية والدولية. ومن بين ما قام به عبد النور بقة هو تعيينه للمدرب رشيد مخلوفي على رأس المنتخب الأول بعد أن كان هذا الأخير على رأس المنتخب الوطني العسكري وبما أن مخلوفي يعرف خبايا المنتخبات دول إفريقيا الشمالية ودول جنوب المتوسط استطاع أن يبهر المتتبعين خلال تكل الدورة فلم يشكل تتويج المنتخب بالميدالية الذهبية مفاجأة للمتتبعين بالرغم من أن المنافس كان اسمه المنتخب الفرنسي ( أمال) حيث هزمه بثلاثة أهداف لهدفين بعد لجوء المنتخبين إلى الوقت الإضافي الذي ابتسم لزملاء عمر بتروني صاحب هدف التعادل في الوقت بدل الضائع في التسعين دقيقة. تتويج المنتخب الوطني بالميدالية الذهبية لكرة القدم لدورة المتوسط عام 1975 وهي الميدالية الذهبية الوحيدة للتذكير للكرة الجزائرية في هذه المنافسة شكل نصرا كبيرا لعبد النور بقة لكن للأسف لعنة فشل المنتخب الوطني في بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا تكررت في دورة غانا عام 1978 اثر خسارة الخضر لقاء الذهاب بلوزاكا أمام المنتخب الزامبي 2/0 علما أن لقاء الذهاب الذي جرى بملعب 5 جويلية انتهى بفوز الجزائر2/1 ستة أشهر بعد هذا الإخفاق ترك عبد النور بقة منصبه دون أن يكمل عهدته. من جانفي 1978 إلى أكتوبر 1980 قارة تركي في نفس الشهر أي شهر جانفي من عام 1978 الذي رحل فيه عبد النور بقة من رئاسة (الفاف) تم تعيين السيد قارة تركي على رأس هذه الهيئة ودام فترة هذا الرجل سنتين وعشر أشهر. حقق فيها المنتخب الوطني خلال حقبة السيد الحاج صقال الكثير من الإنجازات التاريخية أولها تتويج (الخضر) بالميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية الخامسة التي جرت ببلادنا عام 1978 بتفوقه في اللقاء النهائي على المنتخب النيجيري بهدف دون رد وقعه اللاعب علي بن شيخ. كما الحق منتخبنا الوطني أثقل هزيمة في تاريخ المنتخب المغربي حيث فاز عليه في آخر جولة إقصائية لأولمبياد موسكو عام 1980 5/1 في الدار البيضاء المغربية و 3/0 بملعب 5 جويلية لينتزع ورقة العبور إلى الأدوار النهائية حيث لم يكتف زملاء الراحل محمد خديس في الأولمبياد بالمشاركة الرمزية فقط بل تمكنوا من بلوغ الدور الثاني ليودعوا الدورة على يد المنتخب اليوغسلافي بخسارة قاسية 3/0 وهي آخر مرة يبلغ فيها المنتخب الجزائري لكرة القدم الأدوار النهائية للأولمبياد. وقبل ذلك كان المنتخب الوطني قد وصل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بنيجيريا لكنه خسر النهائي أمام منتخب البلد المنظم 3/0. من نوفمبر 1980 إلى نوفمبر 1982 الحاج صقال سنتان بالتمام والكمال هي الفترة التي ترأس فيها الحاج صقال (الفاف) ورغم قصر هذه الفترة إلا أن المنتخب الوطني وصل خلال عهدة هذا الراحل إلى أعلى هرم الكرة الإفريقية ببلوغه مونديال اسبانيا عام 1982 وتأهله إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا لنفس العام بليبيا لكن الغرور كلف الخضر خسارة الكأس التي كانت بين أيدي اللاعبين لكن في بلاد الأندلس وأمام أعين الحاج صقال ألحق منتخبنا الوطني هزيمة تاريخية بالمنتخب الألماني بفوزه عليه 2/1. أربعة أشهر من مونديال إسبانيا غادر الحاج صقال مقر الاتحادية تاركا وراءه ذكريات جميلة في تاريخ الكرة الجزائرية. من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 ومن جويلية 1989 إلى نوفمبر 1992 ومن أفريل 2000 إلى أوت 2001 عمر كزال يعد عمر كزال رحمه الله الوحيد في تاريخ (الفاف) الذي ترأس هذه الهيئة لثلاث مرات المرة الأولى كانت من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 والمرة الثانية امتدت من شهر جويلية 1989 إلى شهر نوفمبر 1992 والمرة الثالثة كانت من أفريل 2000 إلى أوت 2001. يمكن القول أن رئاسة كزال للاتحادية شهدت الكرة الجزائرية مستويات متباينة فإذا كانت الفترة الأولى قد بلغ فيها منتخبنا نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 1984 بكوت ديفوار واحتلاله الصف الثالث فإن في الفترة الثالثة نال فيها منتخبنا الوطني التاج القاري عام 1990 بتفوقه على المنتخب النيجيري بالجزائر كما سجل المنتخب الوطني في عهدته مهزلة خلال دفاعه عن لقبه القاري بالسنغال حيث أقصي المنتخب بقيادة الشيخ كرمالي رحمه الله في الدور الأول. الفترة الثالثة تزامنت مع الأيام السوداء التي ميزت الكرة الجزائرية وكان من نتاج ذلك سوء الاستقرار على رأس الاتحادية مباشرة بعد مشاركة المنتخب الوطني في نهايات كأس أمم إفريقيا 2000 التي أقيمت بغانا ونيجيريا وخرج فيها في الدور الأول وغادر الراحل قصر دالي إبراهيم في شهر نوفمبر من السنة الموالية دون ان يكمل عهدته وهي نفس الميزة التي ميزت عهدتيه الأولى والثانية حيث لم يكملهما تاركا منصبه للرئيس الحاي محمد روراوة.