أكد الأمين العام لمنظمة الدول العربية المصدرة للنّفط "أوابك" جمال عيسى اللوغاني، أمس، أن الجزائر كانت ضمن الدول العربية الحاضرة في مشهد الغاز الأوروبي بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، بفضل العلاقة الاستراتيجية التي تربطها بالدول الأوروبية، وكذا خطوط نقل الغاز الممتدة ين ضفّتي المتوسط. في كلمة تضمنتها الدراسة الأخيرة التي نشرتها المنظمة تحت عنوان "إمدادات الغاز في أوروبا في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية: الفرص والدروس المستفادة"، قال اللوغاني، إن أنابيب نقل الغاز الممتدة من الجزائر إلى الأسواق الأوروبية، علاوة على كميات الغاز المسال التي وفرتها الجزائر على غرار دول عربية أخرى كان لها الفضل في ضمان التموين بهذه المادة الحيوية للبلدان الأوروبية. وأبرز المسؤول، دور الدول العربية عموما في تزويد السوق الأوروبية بالغاز بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا التي أدت إلى تراجع دور روسيا كأول ممون لأوروبا بالغاز بنسبة 40 بالمائة من حصة السوق، مذكّرا بتوقيع 32 اتفاقية في مجال الغاز بين شركات عربية وأوروبية في الفترة ما بين فيفري 2022 وسبتمبر 2024 لتموين 12 سوق أوروبية. وتوقع الأمين العام لأوابك، أن تواصل الدول العربية القيام بدور أكبر في منظومة الغاز الأوروبية في المدى المتوسط والبعيد بفضل المشاريع الجديدة قيد التنفيذ، لافتا إلى نجاح الشركات الوطنية للمحروقات في الدول العربية المنتجة للغاز، في إبرام صفقات تعاقدية متوسطة وطويلة الأجل مع العديد من الشركات الأوروبية لبيع وشراء جزء من إنتاجها مستقبلا بإجمالي يفوق 15 مليون طن في السنة. في السياق دعا اللوغاني، إلى الاستفادة من نجاح التجربة الأوروبية في تخطي أزمة انقطاع إمدادات الغاز الروسي لما تتضمنها من دروس يمكن الاستفادة منها في حالة حدوث أزمات مماثلة في مناطق أخرى، حيث تحدث عن أهمية التضافر بين الدول لتحقيق المصلحة المشتركة، والاستغلال المشترك للبنية التحتية للغاز لضمان مرونة منظومة إمدادات الغاز، وتنسيق التخفيض الطوعي للاستهلاك لتجنب حدوث أزمات، وضرورة تأمين مخزونات مرتفعة للغاز قبيل قدوم فصول ذروة الطلب. وأكد الأمين العام من جهة أخرى على ضرورة العمل من أجل استمرار ضخ الاستثمارات في تطوير موارد الغاز الطبيعي باعتبارها الضمانة الرئيسية لتوفير الغاز بأسعار معقولة وتجنب حدوث أزمات طاقة.