❊ رفع التجميد عن المشاريع الثقافية العالقة ❊ تحقيق 52 عملية خاصة بتسلُّم مشاريع ثقافية قطعت وزارة الثقافة والفنون في السنوات الأربع الأخيرة، خطوات كبيرة نحو تجسيد عدد من المشاريع الكبرى في ربوع الوطن، منها التي تَسلّمتها وُوضعت تحت تصرّف القطاع وروّاده؛ كالمعهد الوطني العالي للسينما "محمد لخضر حمينة" في القليعة بولاية تيبازة، ومنها ما هي في طور التشييد على غرار المدينة السينمائية تينركوك في ولاية تيميمون. وفي الولاية نفسها إنشاء مركّب ثقافي بمواصفات عالمية. ولعلّ المشروع الأضخم الذي سيرسم وجه العاصمة بمنشأة جميلة، هو بناء قصر الثقافة والترفيه في براقي، والذي يُرتقب أن يوضع حجر أساسه في الفاتح من نوفمبر الداخل، على يد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في الذكرى السبعين لعيد ثورة أوّل نوفمبر 1954. أكدت مديرة الدراسات الاستشرافية، التوثيق والإعلام الآلي بوزارة الثقافة والفنون، نوال دحماني يونسي، ل"المساء" ، أنّ وزارة الثقافة والفنون كانت السباقة لوضع ممثليها على مستوى الولايات العشر المستحدثة، كما وضعت برنامجا خاصا ببناء مجموعة من المنشآت على مستوى كل مقاطعة إدارية، بداية من مديرية للثقافة والفنون، ثم دار للثقافة، فمكتبة رئيسة، ومكتبات بلدية، ومسرح للهواء الطلق، بالإضافة إلى مدارس تكوينية، ومسارح جهوية على حسب الحاجة التي تتطلبها المنطقة الجغرافية، وكذلك ترميم التراث الثقافي في تلك الولايات. وكشفت المتحدثة عن أنّ الوزارة الوصية ركزت في فترة 2020- 2023، على رفع التجميد عن الكثير من المشاريع التي كانت عالقة، لا سيما المتعلّقة بالتراث الثقافي، وترميم المساجد والزوايا، بالإضافة إلى إطلاق المشاريع المرتبطة بهذا الموروث. كما عرفت هذه الفترة تسلُّم الوزارة الكثير من المشاريع؛ من مدارس، ومعاهد، ومسارح وغيرها. وتم في الفترة نفسها تحقيق مجموعة من العمليات (52 عملية) الخاصة بتسلُّم مشاريع ثقافية تلبي الهدف المسطّر من لدن الوزارة الوصية، بتحقيق توازن في توزيع المرافق الثقافية؛ من أجل السماح لكلّ المواطنين والمبدعين بالولوج إلى الفضاءات الثقافية المتنوّعة، وتعزيز قاعدة البنية التحتية الثقافية على مستوى التراب الوطني؛ لإنعاش الفعل الثقافي، وترقية الفنون في مختلف المجالات. ومَثلت المتحدثة بعام 2023، الذي عرف 10 عمليات؛ اثنتان منها تتعلّقان بتسلُّم مسرحي الهواء الطلق في خنشلة وجيجل، وتسلُّم 4 مكتبات للمطالعة العمومية (2 في خنشلة، وواحدة في كل من سعيدة وسكيكدة)، ومتحف بعين تيموشنت، ومعهد للموسيقى في بجاية، ومدرستين للفنون الجميلة في أم البواقي والبويرة. معهد السينما.. الجوهرة الثمينة وتحدّث المصدر عن عدد من المشاريع التي تم تسليمها مؤخرا، يتقدّمها المعهد الوطني العالي للسينما "محمد لخضر حمينة"، الذي دخل حيّز العمل بداية من هذا الموسم الجامعي الجديد. وتبلغ مساحة الصرح العلمي الجديد، حوالي 8 آلاف متر مربع. يضمّ 9 أستوديوهات صوت وصورة، تؤدي عملها البيداغوجي وكذلك الاحترافي؛ فهي مجهّزة بمعدات تكنولوجية عالية الجودة. ويضمّ المعهد 11 قسما، ومكتبة، ومكتبة سمعية بصرية (ميدياتك)، ومدرجا يحمل اسم "محمد زينات" بسعة 192 مقعد، وإقامة خاصة بالأساتذة الأجانب. وكانت المسؤولة الأولى عن القطاع وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أكدت أن هذه المنشأة تُعدّ حلما طال انتظاره، وتَحقّق، في الأخير، لفائدة السينما الجزائرية وصناعتها المنشودة. وقد أكدت في تعليمة لها ضرورة إشراك سينمائيين جزائريين كبار من المهجر، ومن الوطن، في دورات تكوينية خاصة. 36 شهرا لإنجاز قصر الثقافة والترفيه في براقي كشفت مديرة الدراسات الاستشرافية، التوثيق والإعلام الآلي بوزارة الثقافة والفنون، نوال دحماني يونسي، ل"المساء" ، عن مشروع قدمته جمهورية الصين الشعبية للجزائر هبة، عبارة عن مشروع "قصر الثقافة والترفيه" في إطار التعاون الثنائي بين الجمهورية الجزائرية وجمهورية الصين الشعبية؛ بهدف تعزيز علاقات الصداقة المتبادَلة بين البلدين، بمبلغ 7.9 ملايير دينار جزائري. وحُدّدت مدة الإنجاز ب36 شهرا. ووفق المتحدّثة، يقع هذا المشروع على قطعة أرض في حي "ديار البركة" ببلدية براقي (ولاية الجزائر). وتبلغ مساحتها حوالي 10 هكتارات. كما يبلغ إجمالي المساحة المبنية 28.300.00 متر مربع. والمساحات المخصّصة للنشاطات في الهواء الطلق 23.616.00 متر مربع. وتبلغ مساحة موقف السيارات والمسارات والمساحات الخارجية 50.039.00 متر مربع. وأضافت دحماني أنّ الجزء المبني من المشروع مصمَّم في أربعة أجنحة منفصلة، مركز ثقافي يتكوّن من قاعة قراءة كبيرة، وورشات عمل، وقاعات للوسائط المتعدّدة والكمبيوتر، ومكاتب، وسينما متعدّدة الوظائف، وقاعة كبيرة تتّسع ل 450 مقعد، وثلاث غرف عرض بحجم 50 شاشة مع مرفقاتها، وقاعة للرياضة ومسبح، الكلّ تم تصميمه على محورين، ومحاط بأروقة بالإضافة إلى بنايات أخرى. وخارج الأروقة وعلى حدود الأرضية نجد دارا للشباب، ومكاتب إدارية، وروضة للأطفال، والغرف التقنية، بالإضافة إلى ملعبين لكرة اليد، وثلاثة ملاعب كرة قدم صغيرة، وساحة مخصّصة للأنشطة في الهواء الطلق. وقصد تمييز المشروع وإظهاره على المستوى الحضري، قام مصمّم المشروع ببناء برج في زاوية المشروع بارتفاع حوالي 45 مترا. وتوخى مدير المشروع في تصميمه استخدام التكنولوجيات الحديثة في البناء، وتقنيات من شأنها تعزيز توفير الطاقة. كما أخذ في الاعتبار تسهيل الوصول إلى الأشخاص المعوَّقين. وقد تم الاتّفاق بين وزارة الثقافة والفنون والشريك الصيني، على استخدام التكنولوجيا الحديثة في البناء، وتقنيات من شأنها تعزيز توفير الطاقة، وكذا تسهيل ولوج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. وكانت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أشرفت على مراسم التنصيب الرسمي للمؤسّسة المعنية بإنجاز مشروع "قصر الثقافة والترفيه" ببراقي، شهر أوت المنصرم، بمعية سفير الصينبالجزائر لي جيان، والوالي المنتدب لبراقي عبد الوهاب برتيمة. وكانت صرحت مولوجي وقتها بأنّ الشركة الصينية المعيّنة من طرف البلد الصديق الذي تربطنا به علاقات متينة، تعود جذورها التاريخية إلى مرحلة الثورة التحريرية الخالدة، لتستمر بعد الاستقلال، وتتعزّز بإعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتبنّي الخطة الخماسية للشراكة الاستراتيجية الشاملة الأولى والثانية، الهادفة إلى إعطاء دفع قوي لعلاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات. وأضافت الوزيرة أنّ هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة أدّت إلى "تسارع غير مسبوق في التعاون؛ حيث تُوّجت زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى الصين الشعبية بين السابع عشر والواحد والعشرين جويلية 2023، بالتوقيع على 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم، شملت التعاون في سائر المجالات. ولفتت مولوجي إلى أنّ الثقافة تُعد من بين المجالات الحيوية للتعاون بين الجزائروالصين؛ من خلال تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والفنية المشتركة، مؤكدة أن مشروع "قصر الثقافة والترفيه" الذي تقدّمت به جمهورية الصين الشعبية كثاني هبة للجزائر بعد دار الأوبرا، "تعبيرٌ آخر عن عمق ومتانة هذه العلاقة المتميزة، والصداقة المخلصة التي تربط بين الشعبين والقيادتين"، وهو " مثال حيّ، نتطلّع، من خلاله، لتقوية العلاقات الثنائية في المجال الثقافي، لتشهد المرحلة المقبلة مزيدا من التعاون، الذي يلبّي المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين ". تسليم المركّب الثقافي في تيميمون مارس 2025 حظيت ولاية تيميمون بمشروع نوعي ضمن قطاع الثقافة والفنون، يتمثّل في إنشاء مركّب ثقافي، يهدف إلى تعزيز البنية التحتية الثقافية في المنطقة. وقد تمّ تخصيص غلاف مالي قدره 600 مليون دينار جزائري، لهذا المشروع. كما انطلقت الأشغال في 21 سبتمبر 2023. وحُدّدت مدّة إنجازه ب 18 شهرا. ويُشار إلى أنّ نسبة تقدّم الأشغال في الشطر الأوّل، بلغت 55%؛ ما يعكس الالتزام بتنفيذ المشروع وفق الجدول الزمني المحدّد، وبأعلى معايير الجودة، على أن يُسلَّم في مارس 2025. كما استفادت ولاية تيميمون من مشروع إنجاز مقر لمديرية الثقافة مع مسكن وظيفي، بغلاف مالي بلغ 150 مليون دينار. وانطلقت الأشغال في شهر جوان الفارط. وحُدّدت مدة الإنجاز ب 12 شهرا، في حين يكون تسليم المشروع في العام المقبل 2025. وتعرف الأشغال نسبة تقدّم تقدّر ب 45%. ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية، تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الثقافية، ودعم الأنشطة الثقافية في الولاية. أوّل واحة سينمائية بصحراء الجزائر ضمن مساعي ترقية وإنعاش الصناعة السينماتوغرافية، استحدثت وزارة الثقافة والفنون مشروع أوّل واحة سينمائية بصحراء تيميمون، تسمح للمنتجين الجزائريين بإنتاج أفلام بمعايير عالية دون الحاجة إلى اللجوء للخارج لتصوير الأعمال السمعية البصرية، بالإضافة إلى رفع وتيرة التنمية، والمساهمة في الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني. ومن أجل تجسيد هذا المشروع الأول من نوعه في الجزائر، تمّ تحويل مَعلم خان القوافل (برج تينركوك) لفائدة وزارة الثقافة والفنون، وضمّه لمشروع قرية السينما بتميمون؛ لكون هذا المَعلم موقعا تاريخيا سينمائيا بامتياز، يحتوي على جميع المقوّمات اللازمة لاحتضان مشاهد الأفلام التاريخية. كما إنه مجهَّز بهياكل، يمكن استعمالها للإقامة، والدعم اللوجستيكي للمنتجين. وبذلك استفادت ولاية تيميمون من مشروع رد الاعتبار لبرج خان القوافل ببلدية تينركوك، برخصة برنامج 165 مليون دينار جزائري، الذي انطلقت أشغاله بداية أكتوبر 2024 بمدة إنجاز 8 أشهر؛ بمعنى أنّ المشروع سيسلَّم في بداية شهر جوان 2025؛ إذ تم تخصيص هذا الصرح كقصر للسينما، واستغلاله في إطلاق الصناعة السينمائية بالجنوب. ديوان رياض الفتح في حلة جديدة يُرتقب أن يكتسي ديوان رياض الفتح أو مركز الفنون في الجزائر العاصمة، حُلة جديدة؛ إذ بعد أن عرف، مؤخرا، أشغالا استعجالية خاصة بالتنظيف والصيانة، ستُقام دراسة لإعادة تأهيله وعصرنته بما يليق بالمكان، وحتى تُبعث حياة جديدة، وحركية أفضل لمريدي هذا الفضاء الثقافي والفني.