عبد الرحمن مهداوي في حوار صريح ل أخبار اليوم : مؤسف ما يحدث هذه الأيام في الكرة الجزائرية اتُهّم مرتان بخيانة المنتخب الجزائري الأولى سنة 1993 حين أقصي المنتخب من التأهل إلى الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت في السنة الموالية بتونس والمرة الثانية في عام 1998 بسبب المشاركة المخزية للمنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا في تلك السنة بمالي وكلا التهمتين تمت تبرئته منها رغم مرارة وقساوة تجربته في المنتخب الجزائري إلا أنها علمته الكثير ذلكم هو المدرب الجزائري عبد الرحمن مهداوي الذي صال وجال في الكثير من الملاعب الجزائرية والمغاربية وحتى الخليجية هاهو اليوم بدون فريق. حاوره كريم مادي تُرى كيف هي نظرة مهداوي للمستجدات الأخيرة في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؟ وماهو في نظره الرجل المناسب لرئاسة (الفاف)؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنتعرف على إجابتها من لسان مهداوي. * بداية أين هو عبد الرحمن مهداوي وكيف تنظر لمهنة التدريب في الجزائر؟ ** أنا الآن بدون فريق حيث رفضت الكثير من العروض المحلية لأسباب خاصة أما بخصوص الشطر الثاني من السؤال فمهنة التدريب في الجزائر باتت تحت رحمة أشخاص لا علاقة لهم بالمهنة مما ادخل الكرة الجزائرية في فوضى عارمة فلا دواء للداء الذي ينخر جسم الكرة الجزائرية إلا بإحداث ثورة شاملة أشبه بثورة الإصلاح الرياضي عام 1977 الذي قاد الكرة الجزائرية إلى البروز والتألق عالميا. * مادام الأمر كذلك ما تفسيرك بخصوص التطورات الأخيرة على مستوى الفاف ؟ ** ما يحدث هذه الأيام في الاتحادية الجزائرية إلا مرآة صادقة عن الواقع المر الذي آلت إليه الكرة الجزائرية وكتقني أقول لك بدون تعليق: صراحة ليس لي كلام أعبر به عن المشهد الحالي في الفاف خاصة بعد قرار التأجيل إلى يوم 27 أفريل وبعد ذلك ترسيم التاريخ السابق 20 مارس الجاري لعقد الجمعية الانتخابية صراحة وكما يقال بالعامية (خالوطة). * من هو الرجل المناسب لرئاسة الفاف في الظرف الراهن؟ أنا أبارك كل شخص تتوفر فيه مقومات النجاح وكل من يملك بذرة خير لإعادة قطار المنتخب الوطني إلى سكته الصحيحة أقف معه لكن الذي يضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة الكرة الجزائرية فلسنا بحاجة إليه فمنصب الفاف بحاجة إلى رجل كفء وقوي يعرف كيف يتعامل مع الجميع وأن يكون رجل إجماع من طرف الجميع. * هل هناك من يملك هذه المقومات؟ أكيد هناك بعض الأسماء التي أبدت نيتها في الترشح وأنا أباركها وأتمنى لها كل التوفيق والنجاح لكن ان أعطي لك أسماءها فأحتفظ به لنفسي فالجزائر والحمد لله تملك الكثير من الرجال الخيرين لديهم غيرة على البلد وعلى الكرة الجزائرية وأنا على يقين أن هؤلاء يسعون لإخراج الكرة الجزائرية من المأزق الحالي. * ألا ترى أن القرار الأخير بالعودة إلى تاريخ 20 مارس الجاري لعقد الجمعية الانتخابية نتائجه ستكون وخيمة على الكرة الجزائرية؟ على أي أساس ستكون نتائجه وخيمة؟ * كون لوائد الفيفا تنص على انقضاء مدة 60 يوما بين الجمعية العامة العادية والجمعية العامة الانتخابية و30 يوما بين آخر آجال إيداع الملفات ويوم الانتخابات وهو الأمر الذي لم يتقيد به الرئيس المنتهية عهدته محمد روراوة؟ ** في نظري الخاص لا أظن أن رجل بحجم محمد روراوة الملم بجميع قوانين الفيفا يقوم بهذا الخطأ صراحة انا لست ملما كل الإلمام بقوانين الفيفا بخصوص عقد الجمعيات الانتخابية لاتحادات الكرة وإذا حدث هذا كما تقول فقد يشكل منعرجا خطيرا في مسار كرة القدم الجزائرية سيتحمل مسؤوليته من رمى بالقوانين عرض الحائط. * ماهي تصوراتك لمستقبل الكرة الجزائرية في ظل الأوضاع التي تشهدها الفاف ** هناك خطوط حمراء لا يجب على أي كان أن يتخطاها فمصلحة الوطن والكرة الجزائرية فوق كل اعتبار وأن يتحكم الجميع إلى العقل أما إن تتحول الفاف إلى حقل تجارب وكل واحد يريد الوصول إلى كرسي هذه الهيئة بطريقته الخاصة خارج القوانين فهذا الذي سيضر كثيرا ليس بمصداقية الفاف بل بالكرة الجزائرية ككل فهي اليوم بحاجة إلى تضافر جهود الجميع لإعادة الاعتبار للمنتخب الوطني فلا يعقل أن يبقى بدون مدرب وهو على أبواب دخول تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة كما ان مباراة زامبيا ضمن تصفيات المونديال على الأبواب فاليوم جميع المنتخبات تتأهب لخوض مباريات ودية استعدادا للمنافسات الرسمية المقبلة ونحن نتفرج فعيب وعار ان يبقى المنتخب الوطني خارج دائرة أجندة الفيفا الأمر الذي سيكون لهذا الغياب الاثر السلبي على المنتخب الجزائري في الترتيب المقبل للفيفا فبعد ان كان منتخبنا في القريب العاجل ضمن المراتب العشرين الأولى هاهو اليوم يحتل المركز الخمسين عالميا؟ وقد يتراجع إلى المركز الستين. * ماذا تطالب إذا؟ أطالب من الجميع خاصة مسيّري الرياضة في بلادنا وضع مصلحة الوطن والكرة فوق مصلحة الجميع فالتعنت لن يفيد كرتنا في شيء بل سيزيدها إلا الفشل والتقهقر لذا أوجه ندائي للجميع عبر هذا المنبر لأقول لهم (قليل من التعقل كلنا جزائريون وكلنا نحب هذا الوطن العزيز). * ماهي أسوأ ذكرياتك الكروية؟ هناك ذكرتين سيئتين وكلاهما مع المنتخب القومي الجزائري للأكابر الأولى كانت في عام 1993 بعد أن ألصقوا بي وبزميلي المدرب مزيان ايغيل على أننا وراء خروج المنتخب القومي من المشاركة في الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت عام 1994 بالجارة تونس على أننا أدرجنا اللاعب مراد كعروف في لقاء السنغال وهو تحت طائل العقوبة مما كلفت الفريق الوطني الإقصاء والتهمة الثانية كانت كذلك مع الفريق القومي في نهائيات كاس أمم إفريقيا ببوركينا فاسو عام 1998 حيث حملوني مسؤولية الإقصاء من الدور الأول وكلا التهمتين أنا بريء منها برائة الذئب من دم سيدنا يوسف. * المتمعن في مسيرتك المهنية خلال المواسم الأخيرة يلاحظ عليك عدم الاستقرار لماذا؟ ** المحيط الكروي في الجزائر بات غير مناسب وماحدث لي في بعض الفرق التي دربتها يحدث اليوم للكثير من المدربين فإما أن تكون عبدا مطيعا للأوامر التي تملى عليك وإما أن تغير مهنة التدريب. وكما سبق وان قلت لك في بداية الحوار مهنة التدريب في الجزائر انحازت عن قيمها الأخلاقية فمع احترماني للكثير من رؤساء النوادي أصبح الكثير منهم يتدخل في الأمور التقنية للمدرب رغم أنهم لا يفقهون من المهنة إلا رمي الكرة. * رغم ذلك لم تحفظ كل الدروس؟ الدروس حفظتها أكثر من مرة لكن للأسف واقع ومحيط الكرة الجزائرية هو الذي يتحكم في المدرب بمعنى آخر أن انعدام الوعي الثقافي لدى الكثير من رؤساء النوادي سببا مباشرا في موجة الاستقالات التي مست الكثير من المدريين. * كيف تقيّم تجربتك في المنتخب الجزائري علما انك أشرفت عليه في مناسبتين؟ علمتني الكثير ففي الفترة الأولى عام 1993 تمت إقالتي بدون أي ذنب وفي الفترة الثانية عام 1998 ذهبت ضحية تصفية حسابات لم أكن طرفا فيها. * لماذا جل المدربين الجزائريين لا يمضون عقود مع رؤساء النوادي على غرار ما يفعله المدربون الأجانب؟ ببساطة لأنهم جزائريون وهو ما جعل المدرب المحلي تتقاذفه أهواء الرؤساء فهو مرشح للإقالة في أي لحظة لدرجة أن بعض المدربين تمت إقالتهم قبل انطلاق الدوري لهذا الموسم لكن الأمر يختلف عند المدربين الأجانب حيث توفر لهم كل الإمكانيات المادية والمعنوية ويعملون في ظروف جيدة ورواتبهم الشهرية يحصلون عليهم في الوقت المناسب دون أي إشكال * ماذا عن مسيرتك المهنية في الخليج العربي؟ دربت موسمين في المملكة العربية السعودية 98/99 دربت نادي الأنصار بالمدينة المنورة وفي الموسم الموالي أشرفت على تدريب نادي التعاون وكنت على وشك التعاقد في الموسم الثالث مع نادي الوحدة بمكة المكرمة لكن لأسباب عائلية فضلت الرجوع إلى أرض الوطن . * كلمة في ختام حوارنا؟ ** أشكركم جزيل الشكر على هذه الاستضافة متمنيا لجريدتكم كل التوفيق والنجاح كما أتمنى أن تجد الفاف مخرجا للمأزق الذي آلت إليه.