هو رجل ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به المثل في حسن الأخلاق والحرص على فعل الخيرات وأوجب النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم أنه قد غفر له فقد كان رضي الله عنه كلما أصبح تصدق بعرضه على من شتمه أو ضربه أو اعتدى عليه. إنه أبو ضمضم الذي روي أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كان جالسًا يومًا فقال لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم قيل ومن أبو ضمضم؟ قال: هو رجل من أمتي يباهي الله به الملائكة وهذا الرجل يصلي بصلاتكم وكان هذا الرجل إذا خرج من بيته يقول: اللهم إني تصدقت بعرضي على كل مسلم فمن سبني أو آذاني أو أساء إلي فأنا سامحته في الدنيا ولن أطالبه بحقي في الأخرة. واختلف العلماء هل هذا الرجل أبو ضمضم الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله سلم صحابي من الصحابة أم رجل من الذين كانوا قبلهم ورجحوا أنه أحد المسلمين من الصحابة الكرام وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حث أصحابه يومًا على الصدقة. فكل جاد بما لديه. فدفع ذاك درهمه وذاك ديناره وذاك طعامه وذاك كساءه. ومن بين القوم أبو ضمضم رضي الله عنه صحابي جليل كان فقيرا معدما. انسل من بين الناس فالتمس في بيته صدقة من دراهم أو دنانير أو شيء فما وجد شيئاً فقام فصلَّى ركعتين في ظلام الليل ودعا بأنه تصدق بعرضه على من شبه أو اعتدى عليه. وفي الصباح قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم.